للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إيف: وما هي غايتك من هذه الزيارة الآن؟

المرأة: أتيت لأحملك معي. لقد بلغ جدك من الكبر عتيا، ولسوف يسير جسده في الطريق التي تسير فيه الأجساد إلى نهاياتها. سنذهب معا وهناك تعتادين على حبي، وسنجد السعادة معا

إيف: ولماذا غبت عني طويلا!

المرأة: لم أعرف ان الفراق كان طويلا إلا الآن.

إيف: أمي! أرى حديثك غريبا. ماذا تريدين مني!

المرأة: أريد حبك ولا شئ آخر.

إيف: وماذا تعطيني إذا أنا منحتك هذا الحب؟

المرأة: حنان الأم وحبها العميق. لا شئ، غير ما لك في قلبي من حنين، وما لي في قلبك من لهفة وشوق. لك مني الاطمئنان والسكينة والسعادة.

إيف: كيف أسعد الآخرين وأنا لا أجد الطريق إلى السعادة

المرأة: السعادة بين يديك إذا كان في مقدورك ان تحملي بين جوانحك حب الفتاة لأمها.

إيف: لقد سمعت الناس يتحدثون كثيرا عن الحب؛ انهم دائما يطلبون ولا يعطون.

المرأة: إمابالنسبة ألي فانك ستأخذين وتعطين. هذا هو السر. ان البساطة هي الطريق المعبد إلى السعادة.

إيف: ان البساطة هي مفتاح القناعة. لكن أين السعادة الحقيقية من ذلك. هل هنالك شئ يطلق عليه هذا الاسم؟ هل السعادة حديث خرافة يا أم عمرو؟ يخيل ألي إنها شئ معقد جبار يتألف من ألف فكرة، ومن ألف عاطفة، ومن ألف زخرة، ومن ألف عذاب. انها ليست شيئا واحدا أنني لن أجد السعادة الحقة معك

المرأة: ولماذا لا تجدينها معي معي أيتها الابنة الفيلسوفة!

إيف: لان ليس في استطاعة الإنسان ان يتذوق السعادة الخالصة الا إذا شرب كؤوسا مترعة بالشقاء من يد الزمن. ان السعادة شئ بعيد جدا عن مجرد القناعة، والسكون إلى حقائق الواقع المريرة. ليس في استطاعتنا الحكم على حقائق الأشياء دون الغوص إلى أعماقها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>