المرأة: ان هذه الأفكار القوية لا تدور بخلد فتاة في عمرك
إيف: (ببساطة) أصحيح ما تقولين؟
المرأة: بعد ان يتعبك السير في الطريق الذي سترسمه لك الحياة، وبعد ان تبدد اليقظة أحلامك الجميلة؛ وبعد ان يتحطم الطموح فيك على صخرة الفشل - تعالي إلي - فستجدينني في انتظارك
إيف: أتحسبين أنني ان ذاك في حاجة إليك. ومع ذلك فان السعادة هي الحلم الجميل الذي لا يستحيل إلى حقيقة ملموسة. ويبدو لي أنني سأحلم كثيرا؛ وأتعلم كثيرا؛ وأعطي شيئا ليس بالقليل من عواطفي.
المرأة: سأنتظرك. سوف تمر بك ساعة تدركين فيها ان السعادة لا تتعلق بزمان ومكان. إنما هي سعادة الروح
إيف: ألا تحبين الصحة والثروة؛ ما رأيك فيهما؟
المرأة: أية قيمة للصحة حينما يموت الحسد؟ وما نفع الثروة إذا لم يستطع الإنسان استعمالها. وماذا يبغي بعد ذلك غير السعادة؟
إيف: نعم انك على حق. ولكن هل هنالك أمور أخرى في الحياة؟
المرأة: (في لهفة) الأمر المهم بالنسبة إلى ذهابك معي
إيف: (تهز رأسها) كلا. لن أذهب معك! ان العجز والهزيمة من الحياة أمر سهل جدا. أريد ان أحل ألغاز الحياة بنفسي. لن تهزمني الحياة أبدا. سأصمد لزوابعها
المرأة: سأكون في انتظارك اذكري ذلك جيدا.
إيف: سوف أتذكر ذلك
(تقف إيف مفكرة ومحملقة في النار، بينما تعود المرأة أدراجها من حيث أتت وتختفي)
إيف: هلم إلي يا صديقي! إلي يا مانح الهبات! ساعدني!
الروح: (يظهر) لبيك! لقد حان الوقت. هل اخترت!
إيف: واآسفآه! لم أستطع، لأنني لا أريد الصحة ولا الثروة ولا السعادة. لا أريد هذه في حد ذاتها بعيدة عن المعاني الإنسانية
الروح: يخيل إلي انك لم تتوقعي رؤيتها على هذا الشكل الذي بدت لك فيه.