الروح: لا تنسي ان هنالك أشياء أخرى في استطاعتك اختيار منحة منها
إيف: نعم هنالك أشياء أخرى. انك على صواب!
الروح:(في سأم) إنما عليك ان تختاري واحدة منها
إيف: لقد لاحظت ان الأشياء الثلاثة التي عرضتها علي، كان كل واحد منها يزعم ان في مقدوره إعطائي كل ما أريده، ومع ان كل واحد منها كان يمنح شيئا يختلف عن الآخر، الا انها جميعا كانت تطلب مني ثمن ذلك
الروح: وما هو ذلك الثمن؟
إيف: انه الحب. انها جميعا كانت تفتش عن الحب فيخيل إلي ان الحب أثمن شئ في الوجود.
الروح: أنني لا أستطيع تقرير ذلك.
إيف: لقد ظهر ذلك لي واضحا جليا لا غموض فيه.
الروح: إذن هل تختارين الحب كأغلى منحة!
إيف: كلا. لن أختار الحب. لأنه إذا كان من جانب واحد لم يكن حبا، وإنما هو خداع الطبيعة لاستدامة النوع ومد جذوره إلى المستقبل في وجه مستعار من شهوة الجسد. ليس الحب إلا امتزاج روحين، وتقارب قلبين وفناء جسدين في هدف لا يدرك. أنني لن أطلب الحب. ينبغي ان يأخذ الحب طريقه إلى القلوب بعيدا عن الإرادة والتوجيه. ان الحب الصحيح لا يطلب، ولكنه كالجوهر النفيس تكتشفه القلوب في مسارب الحياة
الروح: إذن أي شئ تختارين
إيف: إذا كان لابد من الاختيار فأختار العقل. انه ينجدني في الشدة؛ فأختار اختيارا صائبا، وأعيش حياة متزنة، وأحب حبا صحيحا. نعم سأختار العقل
الروح:(مقهقها) ها. . . ها. . . لا يختار العقل إلا إنسان مدرك عاقل. وأنت باختيارك لم تطلبي شيئا جديدا. لقد طلبت ما هو لديك. أهذا كل ما تطلبين؟ (يقهقه بصوت مسموع) انك يا آنستي العزيزة في غير ما حاجة إلى من يقدمه إليك!. . . ها. . ها. . ها. . ها. . . .