الذاتي ثلاثة طرق تبتدئ الواحدة من حيث تنتهي الأخرى:
الأولى: قراءة الكتب وإدراك معانيها.
الثانية: التفكير والتأمل في تلك الأفكار والمعاني.
الثالثة: التحدث مع الناس بها واختبار سقيمها من صحيحها وسليمها من فاسدها.
ويرى الفيلسوف النفساني وليم جيمس ثلاثة طرق أخرى للتثقيف الذاتي وهي:
١ - إتقان اللغة القومية اتقاناً يمكن الفرد من التعبير عما يدور برأسه من أفكار وآراء تعبيراً صحيحاً. ويقول (باوند) عميد هارفارد في هذا الخصوص: (الرجل الذي لا تبلغ غرائزه اللغوية النضج لا يمكن أن يفكر تفكيراً متقناً أو يصل إلى نتائج دقيقة).
٢ - استيعاب ما يمكن استيعابه من أنواع المعارف المختلفة حتى يمكنه مسايرة الثروة العقلية التي وصل إليها عصره.
٣ - تكوين مبادئ وعادات تخلق منه رجلاً كاملاً خليق بما استوعب من ثقافة. ويعرض (أرنولد بنيت) اقتراحين عامين لتثقيف النفس بالقراءة وهما:
١ - عين اتجاه جهودك ومداها وأختر فترة معينة أو موضوعاً معيناً أو مؤلفاً واحداً وقل لنفسك مثلاً: أريد أن أعرف شيئاً عن الثورة الفرنسية أو عن اختراع السكك الحديدية أو. . . وتفرغ في زمن معين لما وقع عليه اختيارك فإن متعة عظيمة تستفاد من التخصص.
٢ - فكر واقرأ في آن واحد، فإني أعرف أناساً يقرئون ويفكرون كثيراً ولا يستفيدون شيئاً. . . ذلك لأنهم يجوبون أقاليم الأدب في سيارة وكل همهم الحركة ويفتخرون بعدد ما قرءوا من كتب في العام.
ويقول (أندريه مورو): لا تهمل آراء الأجيال التي سبقتك بل يجب أن تعنى عناية خالصة بالكتب القديمة الخالدة ولنثق بما اختارته القرون السالفة من روائع الكتب، فقد يخطئ الاختيار رجل واحد وقد يخطئه جيل واحد ولكن الأجيال لا تخطئ جميعاً فشكسبير وموليير جديران بما نالا من مجد خالد على الدهر. . . ومن الضروري أيضاً أن نهتم بالكتاب المعاصرين لأننا بدون شك نجد فيهم أصدقاء يشعرون بما نشعر ويحتاجون لما نحتاج إليه).
فيما تقدم آراء مختلفة تصلح جميعاً أن يعمل بها للتثقيف الذاتي وأرى بالإضافة إليها أن