وقد طهرت منه مصر منذ ذلك الحين، وتنفس الجو الأدبي الصعداء، وشرع بعض الشعراء اللذين أفسد سليقتهم الشعرية في إصلاحها، ولا يزال بعضهم على ذلك الفساد.
وقد مكث أبو شادي دهراً ينظم كلاما فارغا ويقذف به ديوانا وراء ديوان، وهو يحاول أن يقنع الناس بأنه شاعر، فأخفق، ولم يفلح إلا بإفساد المذهب التجديدي في الشعر العربي الذي دعا إليه العقاد والمازني وعبد الرحمن شكري، وكان من رواده خليل مطران حتى لقد نفر أبو شادي بعض الشعراء المجيدين من لفظ التجديد وأصبح مثار التندر في مجالسهم فلا غرابة أن يأتي إلينا نبأ انحراف ذلك الرجل عن الكرامة الوطنية، ومصر لا تستحق هجومه عليها إلا لسبب واحد هو أنه من أبنائها. . وإن كانت قد كفرت عن ذنبها بلفظه وقذفه إلى ما وراء البحار. . .
حمير الإذاعة:
سمعت في هذا الأسبوع حديث ندوة (الحيوانات) ببرنامج الأطفال في الإذاعة المصرية. خارت البقرة وافتخرت بأن الشعراء يشبهون بعينيها العيون الجميلة. فما كان من الحمار إلا أن نهق وقال: حتى أنا يذكر الشعراء صوتي في أشعارهم فيقولون: إن أنكر الأصوات لصوت الحمير! ولا لوم عليه في اعتقاده أن هذا من كلام الشعراء فهو حمار. .
إنما السبيل على من أنطقه!
وقديماً قرأنا في نوادر الحمقى والمعتوهين بكتب الأدب، أن أحدهم قام يخطب قي الحث على الجهاد فقال: قال الله تعالى:
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول
تعليم اللغة باللغة:
قرأت كلمة الأستاذ السيد حسن قرون المنشورة بالعدد الماضي من (الرسالة) تعليقاً على ما كتبته في عدد ماضي بعنوان: (تعليم اللغة بدراسة الأساليب)
وأقول للأستاذ أولاً: إن مؤتمر مفتشي اللغة العربية انعقد باعتباره هيئة فنية تنظر فيما يتعلق بأعمالها وتبدي الرأي في المسائل المتصلة بها، على أنه رأي فقط، يصح أن تأخذ به