نهرين يفصلان بينه وبينهم.
وروى البيت:
يا طلعة الشمس لما صادفت حللا ... من السحاب على أرض من الزهر
وأؤثر خللا بالخاء، أي منفرجا بين السحب، لأن طلعة الشمس إذا لبست حلل السحب لا ترى، ولا تفرح بها أرض الزهر.
وروى البيت:
أخو الغمرات في جدٍ وهزلٍ ... أخو النفقات من سعة وضيق
وأفضل رواية: في سعة وضيق، أو في جد وضيق، إذ أنه ينفق من سعة ولكن لا يقال ينفق من ضيق. وروى البيت:
ولكن دهراً دافعتني خطوبه ... كما دفع الدين الغريم المماطل
وأفضل: كما دافع الدين الغريم المماطل، لأن الغريم المماطل يدافع الدين ولا يدفعه، وروى البيت:
خليليَ شدَا لي على ناقتيكما ... إذا ما بدا شيب من العجز ناصل
ولا معنى للعجز هنا، وأختار رواية الفجر. وروى البيت:
وإنَ مقيما منهج العجز خائب ... وإنَ مريغاً خائب الجهد نائل
وأفضل على ذلك رواية: وإن مقيما منجح العجز، خائب. فإن أبا فراس يوازن بين رجلين أحدهما مقيم لا يطلب، عاجز عن الجهاد، غير أنه قد نجح، وثانيهما طالب مجد ولكن جهده قد خاب، فأبو فراس لا يعد نجاح الأول نجاحاً، ولا فشل الثاني خيبة وإخفاقا، ورجح رواية البيت:
لقد ظننتك بين الجحفلين ترى ... أن السلامة من وقع القنا تصم
والأفضل رواية: لقد رأيتك. لما فيها من اليقين الذي يناسبه التوكيد. وآثر رواية البيت:
ومن لقي الذي لاقيت هانت ... عليه موارد الموت الزؤام
ثناء طيب لا خلف فيه ... وآثار كآثار الغمام
وأنا أؤثر الرواية الأخرى وهي: ومن أبقى الذي أبقيت هانت لأنه فسر ما أبقاه في البيت الثاني، وبدون ذلك يبقى هذا البيت منقطعاً عن صاحبه. وروى البيت: