فيغلط قلبي ساعة ثم ينثني ... وأقسو عليه تارة ويلين
والأفضل عندي رواية: وأقسو عليه تارة وألين؛ حتى يكون المتحدث عنه واحد في الشطر الثاني، كما هو واحد في الشطر الأول هذا، ويخيل إلي أن أبياتاً ثلاثة قد تسللت إلى القصيدة رقم ٣٣٢ ص٤٠٦ من غير أن تكون هذه الأبيات فيها، أو أن موضعها في القصيدة ليس هو الموضع الذي أختير، وذلك حيث يقول أبو فراس:
مالي جزعت من الخطوب بعدما ... أخذ المهيمن بعض ما أعطاني
ولقد سررت كما غممت عشائري ... زمناً، وهنأني الذي عزاني
وأسرت في مجرى خيولي غازياً ... وحبست فيما أشعلت نيراني
فأنت تراه هنا يتحدث عن حاضره المؤلم، متسلياً بماضيه، ولكن ينتقل من ذلك إلى مدح سيف الدولة فيقول:
يرمي بنا شطر البلاد ومشيع ... صدق الكريهة فائض الإحسان
بلد لعمرك لم أزل زواره ... مع سيد قوم أغر هجان
إنا لنلقى الخطب فيك وغيره ... بموفق عند الخطوب معان
ثم يعود مرة أخرى إلى الحديث عن حاله اليوم والأمس فيقول:
أصبحت ممتنع الحراك، وربما ... أصبحت ممتنعاً على الأقران
مما أرجح معه أن هذه الأبيات قد دست بين الغرض الواحد دساً، فضلا عن حديثه عن بلد غير مذكور في القصيدة، وعن غموض المعنى وضعف الأسلوب في قوله: إنا لنلقي الخطب فيك وغيره.
وفي الديوان عنوان خاطئ هو: وقال في ابنته زوجة أبي العشائر (ص٣٧٥)، فأبو العشائر لم يتزوج ابنة أبي فراس ولكن أخته، والصواب أن هذه القطعة قالها أبو فراس في زوجته وهي ابنة أبي العشائر، والشعر نفسه يدل على ذلك يقول:
وأديبة اخترتها عربية ... تعزى إلى الجد الكريم وتنتمي
محجوبة لم تبتذل، أمارة ... لم تأتمر، مخدومة لم تخدم
لو لم يكن لي فيك إلا أنني ... بك قد غنيت عن ارتكاب المحرم
فواضح أن التي أغنته عن ارتكاب المحرم زوجته لا ابنته.