للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنفرة التي يقع عليها اختيار الآذان الصم والأذواق الفاسدة!

وأعجب العجب أن الأسماء التي تطالعك اليوم من وراء المذياع هي الأسماء التي طالعتك بالأمس القريب والأمس البعيد، وستطالعك في الغد القريب والغد البعيد، أتدري لماذا؟ لأنها أسماء فرضت فرضاً وكأنها ضريبة يدفعها الجمهور المستمع من وقته الضائع وأعصابه المرهقة! وإذا رجعت إلى بعض دعاة الإصلاح في الإذاعة قالوا لك: لقد حاولنا فضاع الجهد وتبدد الأمل وذهب التوجيه مع الريح. . . إذا رغبنا في هذا (الفلان) رغب غيرنا في ذاك، وإذا رأينا الرأي هنا صدر الأمر بإلغائه من هناك! أسماء مفروضة ولو شكت رءوس أصحابها من أزمة الخواء، وأسماء مرفوضة ولو ناءت رؤوس أصحابها بنعمة الامتلاء، وهذا هو مصدر الداء الذي يجب أن يعالج ليستقيم كل معوج من الأمور وكل منحرف من الأوضاع!

إذا أراد الدكتور هاشم أن ينهض بالإذاعة فليس أمامه إلا أن يعيد النظر في تلك الفئة من المشرفين على الإذاعة، فإذا خطر له أن يبقى كلا منهم في مكانه فلا بأس من تكوين لجنة من العقول الممتازة في ميدان الأدب والعلم والفن، تكون مهمتها الإشراف على هؤلاء المشرفين حتى لا يخطوا خطوة يمليها الهوى والغرض أو يميلها الجهل الأصيل بقواعد الذوق السليم. . . وعليه بعد ذلك أن يراجع تلك الجهات التي تصدر أمرها وتفرض رأيها على الإذاعة في مسألة تلك الأسماء المعروفة التي ملتها النفوس ومجتها الأسماع، فإذا حقق تلك الغاية فلا بأس مرة أخرى من تكوين بضع لجان تقوم بتنظيم البرامج في كل قسم من الأقسام، وانتهاج خطة دائمة يسير عليها العمل وتجنبه الركود والجمود، ولها أن تختار من يصلحون للإذاعة من الأدباء والعلماء والفنانين على ضوء الكفاية الشخصية لا الكفاية الحزبية!

هذا هو الطريق. . . ونحن في انتظار الخطوة التالية لوزير الدولة ووزير الشباب، وعهدنا بالشباب دائماً إذا اهتدى بنور العلم ونور الخلق أن يتخطى السدود ويحطم القيود!!

جائزة أدبية والمقال مسروق من (وحي الرسالة):

جريدة (بيروت المساء) اللبنانية جريدة عزيزة على نفسي حبيبة إلى قلبي. . . عزيزة وحبيبة لأنها من لبنان، ولأن محررها الفاضل الأستاذ عبد الله المشنوق صديق كريم، وما

<<  <  ج:
ص:  >  >>