للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقول عمر أبو ريشة:

قد تجف الحياة إلا وريداً ... ويضيق الوجود إلا مكانا

ويقول روحي فيصل: (. . . والتقى شاعرنا مع شوقي في بيت لا أدري كيف أخذه في رابعة النهار)! ثم يسكت عن الموازنة، تاركاً الحكم للقراء، حيث يقول: (أي البيتين أجمل وأروع؟ لا أريد أن أقطع أنا بالجواب الواضح، فالترجيح متروك لذوقك وفطنتك، ولفهمك فن البيان وفلسفة اللفظ، وحسبي الآن أني أثرت شوقك إلى البحث والموازنة، على ضوء مزاجك وثقافتك وصراحتك). . .

سكت الأستاذ فيصل عن الموازنة، ولكن هذا السكوت أفصح من كل الكلام. . . ولو كان في المجال متسع للإفاضة لقدمت أنا إلى القراء نقداً مفصلاً في مجال الموازنة بين البيتين، نقداً ينتهي فيه الحكم الأخير إلى هذه الكلمات:

لقد حاول أبو ريشة أن يقف من شوقي موقف سلم الخاسر من بشار فلم يبلغ شيئاً. . . إن الفارق بين بيت أبي ريشة وبيت شوقي، هو الفارق بين الجميز البلدي والتفاح الأمريكاني!!

وتبقى بعد هذا كله كلمة أخيرة أوجهها إلى الأستاذ روحي فيصل، وهي أن كثيراً من النقاد المتذوقين قد خلا منهم الميدان منذ أمد طويل، وحبذا لو تفرغ للنقد الأدبي ليضم جهده إلى جهود هذه القلة التي تعمل مخلصة على سد هذا الفراغ!

مصرع الكاتبة الأمريكية مرجريت ميتشل:

أسفت كل الأسف وأنا أطالع في الصحف منذ أيام نبأ مصرع الكاتبة القصصية الأمريكية مرجريت ميتشل. . . ومرجريت ميتشل كما لا يخفى على القراء هي مؤلفة تلك القصة الرائعة التي قرأها الملايين وشاهدوها على الشاشة، وأعني بها قصة (ذهب مع الريح. إن مصدر أسفي على مصرع هذه الكاتبة العظيمة هو أنها استطاعت بقصتها تلك أن تخرج أثراً فنياً لا يمكن أن تقاس إليه آثار كاتبة أخرى مثل جورج صاند، وأن تقدم الدليل على أن الأدب الأمريكي الحديث على تفاهته لا يخلو من الروائع، وأن قدرة المرأة على استكناه حقائق الحياة واستكمال أدوات الفن تفوق قدرة الرجال في بعض الأحيان!

ومن دواعي الأسف أيضاً أن تختم حياة هذه الفنانة بمثل هذا الختام الذي يثير الأسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>