يرصد الحقائق العارضة وتستيقظ فيه خصائص المخيلة ووظائف التفكير ونراه في نوبة توقد يحس بمعاني الكاتب حساً ويشعر بالحياة والحرارة في أفكاره.
ويتعود الطفل القراءة الصامتة إليه إن وضعنا بين يديه الكتب التي تمده بغذاء عقلي لا يثقل عليه هضمه ويتمشى مع معجمه اللغوي في مرحلة النمو التي يمر بها ويثير ميوله ورغباته ويشبع غريزة حب الاستطلاع فيه كما يجب أن نعطيه الكتب الصغيرة التي لا تستغرق وقتاً طويلاً في القراءة حتى لا يسئمه طول الوقت وطول الموضوع فيلجأ إلى القراءة الجهرية ليتخلص من سأمه بسماع صوته الذي يساعده على التركيز الذهني الذي أوشك أن يفقده بطول مدة القراءة.
القراءة البطيئة:
(أ) تطور السرعة في القراءة:
يتدرج الطفل في القراءة من بطئ إلى سريع ومن سريع إلى أسرع تبعاً لربط الكلمات بمدلولاتها؛ وحينئذ يتمكن من أن يقرأ الكلمة بدون أن يقطعها إلى حروف ويفهم معناها بدون تفكير. وتزداد سرعته في القراءة بوفرة محصوله اللغوي والذهني.
ونحن الكبار تزداد سرعتنا أيضاً بنضوجنا الذهني وسعة اطلاعنا ووفرة معلوماتنا وتمكننا من اللغة ومفرداتها ومدى اطلاعنا في الموضوع الذي نقرأه؛ لذا نرى المبتدئين في بعض العلوم لا يسرعون في قراءتها لأن عدم الإلمام بها يلزمهم التوقف.
(ب) متى يلزم البطء في القراءة:
لا تدل القراءة البطيئة على شيء إلا على قلة المحصول اللغوي للفرد وعدم نضوجه الذهني. والقارئ البطيء غالباً ما يكون آلياً يحرك شفتيه عند القراءة أو سماعياً يقرأ بصوت مسموع لتنتقل الألفاظ من أوتار صوته إلى أذنيه.
والقراءة البطيئة من أكبر عيوب فن القراءة ولكنها تكون ضرورة لازمة في الحالات الآتية:
١ - عند القراءة التي يقصد بها التحليل والنقد.
٢ - في الكتب العلمية الدقيقة ككتب الطبيعة والفلك وعلم النفس.
٣ - في الكتب التي تقرأ لإشباع لذة وجدانية كالشعر والنثر الفني والأدب الراقي وكل ما