اختر صفحة من كتاب لم تكن قد قرأتها من قبل بحيث لا تكون معقدة لغوياً ولا تحوي أفكاراً بعيدة عن مجرى تفكيرك اليومي ومحصولك الثقافي ثم أقرأها بسرعة كما تقرأ في المجلة للتسلية وليس للفحص والتدقيق، ثم وقت ما تفعل بدقة ثم اقسم عدد كلمات الصفحة على عدد الدقائق التي استغرقتها في قراءتها فتعرف سرعتك في الوقت الحاضر. لو وجدت أنك تقرأ ٣٠٠ كلمة في الدقيقة فأنت في حاجة إلى أن تزيد سرعتك. تمرن لمدة شهر واختبر مقدار سرعتك يومياً في مذكرتك فتجد أنك في نهاية الشهر تقرأ من ٤٠٠ إلى ٦٠٠ كلمة في الدقيقة فإنه من الممكن أن تمرن نفسك على السرعة حتى تقرأ صامتاً ثلاثة أو أربعة أضعاف ما يقرأ الآن.
(هـ) كيف تحسن القراءة:
دلت التجارب على أن سرعة الفرد في القراءة تزداد بمقدار ٣٥ % بالتمرين اليومي. فاحمل نفسك على أن تقرأ ربع ساعة يومياً بأسرع ما يمكنك حاصراً كل ذهنك وانتباهك فيما تقرأ، ثم سجل عدد الكلمات التي أمكنك قراءتها كل يوم. قد تجد أول الأمر أن السرعة تحول بينك وبين الفهم، ولكن لا تلبث بعد التدريب اليومي أن تجد أنك تستوعب من المعاني أكثر فأكثر.
زد عدد الكلمات التي تقرأها كل يوم عن سابقه بالتدريج بحيث تفهم ما تقرأ. لا تقرأ كلمة كلمة واعتد قراءة الجمل. وإذا كنت ترجع نظرك بين الفينة والفينة إلى كلمة أو كلمتين تريد استيعاب المعنى فاقض على عادة الرجوع هذه واستمر حتى تنتهي من الجملة على الأقل. ويمكنك تجنب إعادة القراءة بأن تجعل بالك إلى فكرة الكاتب.
تعلم أن تثب وثباً حكيماً لتقبض على الفكرة الرئيسية، ولكن لا تتجاوز الكلام بل اعبره بأن تمر عليه بلحظك مراً سريعاً والتقط الألفاظ الرئيسية.
بعد قراءتك التدريبية يومياً لخص الأفكار الرئيسية التي خرجت بها من قراءتك السريعة ثم عد وتمعن في قراءة نفس القطعة، ولخص في أثناء قراءتك هذه، المعاني الرئيسية والفكرات الأساسية واعمل نسبة مئوية لمقدار استيعابك ما قرأت بسرعة.
وفق بين سرعتك والمادة التي تقرأها، فمثلاً في قراءة الصحف والمجلات يمكنك أن تمر مراً خاطفاً على الأخبار مستوعباً معنى فقرة بأكملها في نظرة واحدة وبعد ذلك تتمكن من