للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رواية أخرى حبت إليها نفسي وهي كما في نهاية الأرب

٤١٠٨

فهذا بياني لم أقل بجهالة ... ولكنني بالفاسقين عليم

براع لا يراعوا:

أما النقد الثاني، فقد كتبه الأستاذ (عمر إسماعيل منصور) وجعل عنوانه (يراعوا لا يراع) وأنا أورد ما قلته وما قاله على نحو ما فعلت في سالفه.

قلت في العدد ٨٣٣ وفي ص٣٨ من الأشربة: وقال آخر:

بلوت النبيذ بين في كل بلدة ... فليس لأصحاب النبيذ حفاظ

إذا أخذوها ثم أغنوك بالمنى ... وإن فقدوها فالوجوه غلاظ

مواعيدهم ريح لمن يعدونه ... بها قطعوا برد الشتاء وقاظوا

بطان إذا ما الليل ألقى رواقه ... وقد أخذوها فالبطون كظاظ

يراغ إذا ما كان يوم كريهة ... وأسد إذا أكل الشريد فظاظ

وعلق الأستاذ محمد كرد علي على هذه الكلمة بقوله في ع: يراعوا.

والصواب (يراع إذا ما كان يوم كريهة) جاء في لسان العرب (اليراع: القصب واحدته يراعة. واليراعة، واليراع: الجبان الذي لا عقل له ولا رأي، مشتق من القصب. أنشد ابن بري لكعب الأمثال:

ولا تك من أخذان كل يراعة ... هواء كسقب البان جوف مكاسره.

هذا ما قلته ولكن الأستاذ (عمر) لم يرقه قولي واتهمني بعدم الفهم وقلة الإدراك بل بعدمه أَيضاً وإليك ما قال: (وأقول إن يراعوا هي الصواب، وهي من الروع بمعنى الفزع، قال قطري ابن الفجاءة:

أقول لها وقد طارت شعاعاً ... من الأبطال ويحك لن تراعى

ولو قرأ الأستاذ الفاضل هذه الأبيات لأدرك أن الكلام عن جماعة لا عن فرد، وأن يراعا بمعنى جبان لا تصدق على الجماعة إذ تأتي للمفرد فقط. قال في الأساس (ومن المجاز قولهم للجبان الذي لا قلب له هو يراعة ويراع قال: فارس في اللقاء غير يراع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>