اليراع اسم جنس. واسم الجنس هو ما يفرق بينه وبين واحدة
بالتاء، جاء في المخصص ١٦١٠٠ (باب دخول التاء فرقاً بين
الجمع والواحد منه، وذلك نحو تمر وتمرة وبقر وبقرة وشعير
وشعيرة وجراد وجرادة فالتاء إذا ألحقت في هذا الباب دلت
على المفرد وإذا حذفت دلت على الجنس والكثرة، وإذا حذفت
التاء ذكر الأسم وأنث، وجاء التنزيل بالأمرين جميعاً. . .)
واليراع واليراعة كالزَّباب والزَّبابة جاء في اللسان:(الزَّباب: جنس الفأر لا شعر عليه. قال الحارث بن حلّزة:
وهمُ زَبَابٌ حائر ... لا تسمع الآذان رعدا
أي لا تسمع آذانهم صوت الرعد لأنهم صم طرش، والعرب تضرب بها المثل فتقول أسرق من زبابة، ويشبه بها الجاهل، واحدته زبابة).
على أن جو الأبيات يتطلب كلمة (يراع) ولو جاز أن يقع الفعل موقعها؛ لأن الشاعر وصف النبيذيين قبل ذلك بأنهم (بطان) ووصفهم بعد ذلك بأنهم (أسد) وسبيل يراع في المجاز كسبيل (أسد) ومع ذلك فإننا إذا نحينا المجاز جانباً ولجأنا إلى الحقيقة وسمينا الجبان باسم (يراع ويراعة) كان الجمع فيهما (يراع ويرعات). ورحم الله الشافعي إذ يقول:(فالواجب على العالمين ألا يقولوا إلا من حيث علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به، وأقرب إلى السلامة له).
ونرجع إلى ما كنا فيه من بيان الأوهام في كتاب (الأشربة) فنقول:
٤٥ - جاء في ص ٢٤:(قال عثمان رحمة الله عليه: ما تغنيت ولا تفتيت، ولا شربت خمراً في جاهلية ولا إسلام).
وشرح الأستاذ كرد علي على معنى (ولا تفتيت بقوله: ولا
تشبهت بالفتيان)! ومعاذ الرجولة أن يقول ذلك عثمان عن