الفرج مضافاً إلى باب النصر. وفي ١٠ شعبان دخل الجيش الشامي وعلى رأسه نائب دمشق الأمير جمال الدين آقوش الأفرم. وفي يوم الجمعة ٢٩ شوال (ركب نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشق إلى جبال الجرد وكسروان وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسبب فساد نيتهم وعقائدهم).
(ولما وصلوا بلادهم جاء رؤساؤهم إلى الشيخ فاستتابهم).
وفي يوم الأحد ١٣ ذي القعدة عاد الأفرم من طريق الجبال فتلقاه الناس بالشموع على طريق بعلبك وسط النهار.
وهذه هي النوبة الأولى فلننتقل إلى الثانية: -
وكان خطر التتار جاثماً على الصدور رغم انتصار المصريين في البر والبحر ورغم حروبهم ضد الأرمن في سيس ورغم أنهم فتحوا جزيرة أرواد سنة ٧٠٢ وكان بقلعة دمشق علم الدين (أرجواش) وهو من أقدر قواد مصر فصمد بالقلعة فاقتدت به بقية القلاع الشامية، ومع كل هذا اشتد الجزع وقنت الخطيب في الصلوات وقرئ البخاري بالمساجد حينما ظهرت طلائع التتار وأخيراً جاءت المعركة، أي وقعة شقحب المشهورة التي وقف فيها الناصر محمد مع خليفة الزمن، وانتصر فيها جند مصر والشام، وكان النساء والأطفال على أسطحة المنازل والمآذن يتتبعون مراحلهم وقد كشفوا رؤوسهم وارتفعت أصواتهم بالدعاء.
ومرت سنتان على تلك الحوادث فإذا بالأفرم يقوم من دمشق بقيادة حملة إلى الجبال بعد أن استراحت الجيوش الإسلامية واستعادت قوتها.
ذكر المقريزي في سلوك هذه النوبة على الترتيب الآتي:
سنة ٧٠٤ توجه شيخ الإسلام تسقي الدين أحمد بن تيمية في ذي الحجة من دمشق ومعه الأمير بهاء الدين قراقوش المنصوري إلى أهل جبل كسروان يدعوهم إلى الطاعة فلم يجيبوا. فجمعت العساكر لقتالهم.
سنة ٧٠٥ سار الأمير جمال الدين آق كوش الأفرم نائب الشام من دمشق في عساكرها لقتال أهل كسروان ونادى بالمدينة من تأخر من الرجال والأجناد شنق فاجتمع له نحو