جردين. ويقول إنهم رتبوا ألفين مقاتلاً كمنوا على الفيدار وألفين على نهر المدفون.
ومن مراجعة وثيقة هدنة المنصور قلاوون يتبين لنا أن هذه البلاد واقعة خارج الجرد وكسروان بل هي داخل القطاع الواقع بين قطاع البترون وقطاع كسروان أو هي تكون ما أسميه قطاع جبيل الواقع بين موقع فيدار وبلدة البترون وتتوسطه مدينة جبيل، ويرتفع إلى بلدة العاقورة في الجبال وبلدة تنورين أمامها وكانت ضمن أملاك صاحب طرابلس وما زال حكم الصليبيين أصبح فتح هذه البلاد هيناً على المصريين ويقول صاحب تاريخ الأعيان بدون أن يذكر المصدر الذي استقى منه (حينئذ اندفقت سكان الجبال على جيوش الإسلام اندفاق الماء المنهمر)(واقتحم مقدم مشمش على قائد جيش الإسلام واحتز رأسه)(ووقعت الكرة على جيوش الإسلام وتمزقت منهم الكتايب والأعلام).
ويصف ملاحقة الجبليين أمراء الغرب إلى عقر ديارهم وكيف قتل الأمير محمد وأخوه الأمير أحمد من أبناء محمد بن كرامة التنوخي وكيف أن المنتصرين زحفوا حتى أحرقوا بلاد عين صوفر وشمليخ وعين زوينة وبحطوش من قرى أمراء الغرب التنوخيين في الجرد الشمالي.
تلك هي رواية المراجع المسيحية عن الحوادث التي تقدمت الحملة التي قادها الأمير جمال أقوش الأفرم سنة ٧٠٥ وانتهت إلى بما جاء في هذه المراجع بالذات (ثم أحاطت العساكر بتلك الجبال المنيعة وترجلوا على خيولهم وصعدوا في تلك الجبال من كل الجهات فأخرجوا القرى وقطعوا الكروم وهدموا الكنائس وقتلوا وأسروا جميع من فيها من الدرزية والنصرانية وزلت قلوب أهلها.)(ثم أمر جمال الدين أقوش أن تستقر التركمان في ساحل كسروان) ونشأت بذلك أمارة آل عساف وسكن التركمان بلدة ذوق ميكابل وحفظوا الدروب والمسالك، ونظم الأمير جمال الدين الأفرم طريقة الاتصال بالنيران بين الساحل ودمشق: إذ كانت تقام شعلة نار في رأس بيروت ومنها إلى جبل بوارش ومنها إلى بيرس ومنها لجبل بالصالحية ثم إلى قلعة دمشق حتى تصل الأخبار في وقتها، وترتب الحمام الزاجل بمحطاته وخيل البريد إلى دمشق عن ثلاث طرق، وهكذا انقطع اتصال الإفرنج بأهل كسروان انقطاعاً تاماً ودخل أهل الجبال في طاعة ملوك مصر فلما قامت الفتنة بين الظاهر برقوش والأميرين الناصري ومنطاش انضم لعسكر الشام العربان والتركمان وأهل