ثم بلى ذلك مشهد الاستجواب الطريف، والشيخ الذي
يوشك أن يهذي وهو يسأل الفتى الزائر عن لون ورق الغرفة
التي يسكنها حفيدة العزيز. . . ثم تلك المأساة الرهيبة التي
تجري فصولها أمام الصوان العالي إذا تركب الشيخ نزعة
الكرم فيحاول إنزال زجاجة الشراب المعتق من مكانها القصي
على حين تقف زوجه مرتاعة تثنيه عن عزمه وهي باسطة
ذراعيها المرتعشتين لتسنده إذا هوى. . . ثم مشهد خروج
الشيخ مع الفتى معتمداً بقوته ووقوف الشيخة على باب الدار
تشيعهما في مقة. . . هذا كله، لابد أن الكتاب قد رآه بعينه
ذات يوم ثم وشاه بخياله الممراح ولدينا خير دليل على هذا
الخيال المبدع في الحوار الذي أدراه الفتى بين مهدى الشيخين
في السَحر، وخير دليل على مزج الواقع بالخيال في ملاحظته
أن الشيخين متشابهان غاية التشابه لا يميزهما إلا اختلاف
الملابس، أو مطالعته في ابتسامتيهما الذابلتين صورة باهتة
نائية لوجه حفيدهما العزيز، صديقه موريس.
ولقد طار صيت ألفونس دوديه بأقصوصته (عنزة السيد
سيجان) (نشرت (الرسالة) ترجمة لها في العدد التاسع من