فقد ألحقت بالرسالة مجموعة كبيرة من الجداول أحصيت فيها بعد جهود شاقة الكتب التي ترجمت في عصر محمد علي، مع بيانات وافية عن مؤلفيها ومترجميها وأوصافها الخ، وقد قدمت لهذه الملاحق بالحديث عن المحاولات التي سبقتني في هذا الميدان، ورتبتها ترتيباً تاريخياً مع بيان نواحي القصور فيها لإيضاح قيمة الجديد في جداولي، وقد سطا الدكتور شكري على هذاأيضاً فأثبته تماماً كما أوردته في رسالتي!
ومن هنا ترى أن الدكتور شكري قد سطا على الرسالة منهجاً وموضوعاً، وإذا أنت قارنت بعد ذلك بينها وبين فصله لتبين في وضوح تام أنه لم يسلط على المنهج والأفكار فقط، وإنما قد سطا على العبارات والألفاظ كذلك، فنحو ٨٠ % من عباراته هي عباراتي بألفاظها وحروفها. ومع هذا كله لم يشر حضرته بحرف واحد - لا في الهامش ولا في قوائم المراجع على كثرتها البالغة في نهاية الكتاب - إلىّ أو إلى رسالتي، لا بشكر ولا بما يفيد رجوعه إليها واعتماده عليها وحدها اعتماداً كاملاً تاماً عند كتابة هذا الفصل. . . وهكذا ترى كيف يقيم أساتذة الجامعة لواء الأمانة العلمية!!
سلسلة من الأخطاء: هذه رسالة علمية لم تطبع بعد، فالنقل عنها والرجوع إليها يستلزم أن يستأذن صاحبها أولا، والدكتور شكري لم يستأني في هذا، مع أن التقاليد الجامعية في العالم كله تلزم الناس بهذا، فكل بحث يقدم إلى أي جامعة تودع نسخة منه في مكتبتها، ولكن هذه النسخة تظل عشرة سنوات كاملة - مادامت لم تطبع - ولا يمكن أن تعار لإنسان كائناً من كان إلا بإذن صاحبها الخاص، وإذا اطلع عليها مطلع وأراد النقل عنها في مؤلف له سيطبعه فلابد أن يستأذن صاحب البحث في هذا، بل أنني أعرف كتباً استعمل أصحابها صوراً - صوراً شمسية لا أفكاراً - موجودة في كتب المؤلفين آخرين، فاستأذنوا أصحاب هذه الصور، ونصوا في كتبهم على هذا مع تقديم الشكر لأصحاب الصور!
أما الخطأ الثاني فأغرب، فالمعروف أن المؤلف إذا أفاد من جهوده غيره نقل عنها فكرة أو جملة، أما أن يسطو على مؤلف بحاله فيلخصه تلخيصاً كاملاً، وينقل معظم عباراته بحروفها فأمر لم أره إلا في كتاب الزميل الدكتور شكري!. . . أما الخطأ الثالث فأغرب وأغرب، فالمعتاد إذا استشهد المؤلف بأقوال غيره أن يضعها بين أقواس وأن يشير إلى المرجع في الهوامش، وأن يقدم الشكر لمن ينقل عنه وخاصة إذا كان مرجعه الوحيد في