ميالة إلى أحد الفريقين، وهي قبائل كنانة وأزد وبجيلة وخثعم وعك وأشعر وحكم وغيرها.
(ثانياً) تأثر بحوادث الردة القبائل الساكنة إلى شمال شرقي مكة كهوازن وعامر بن صعصعة وجذيلة. أما بنو سليم فقد ارتد الكثير منهم، بيد أن هذه القبائل جميعاً لم تشهر سلاحها في وجه المسلمين.
(ثالثاً) أما قبائل طيء فأنها إلى أي جانب تميل ومع ذلك فان قسما قليلاً منها انضم إلى جيش طلحة الأسدي مدة قصيرة.
(رابعاً) وأما قبائل قضاعة الساكنة إلى شمالي المدينة فأنها شهرت سلاحها على المسلمين.
ومع ذلك لا يصح أن يقال إن هذه القبائل جميعاً ساعدت أهل الردة الذين ثاروا في وسط الجزيرة، بل إن بعضها ظل في منطقته إما على الحياد وإما متردداً لا يحرك ساكناً، وإما أنه طرد العمال الموفدين من المدينة في عهد الرسول.
لذلك لا يجوز اعتبار هذه القبائل من القبائل الساكنة في وسط الجزيرة التي حشدت رجالها وأغارت على ضواحي المدينة، أو أنها تأهبت لمنازلة جيش المسلمين.
أما القبائل التي اشتركت في حروب الردة فعلاً فأليك بيانها:
١) بنو فزارة وبنو غطفان الساكنون إلى شرقي المدينة على طريق نجد. فقد توافد رؤساء هذه القبائل إلى المدينة وطلبوا من أبي بكر أن يعفيهم من الزكاة. ولما لم يجب طلبهم رجعوا فجمعوا رجالهم وتأهبوا لمباغتة المدينة.
٢) بنو أسد الساكنون على منتصف الطريق التي بين الحجاز ونجد إلى جنوبي جبل شمر. ويزعم الرواة أن طليحة بن خويلد الأسدي ادعى النبوة في حياة الرسول وجمع رجاله في السميراء.
ولما توفى الرسول وامتنعت القبائل من إيتاء الزكاة سعي إلى جمع القبائل حوله، واقترح عينية بن حصن الفزاري ترك المنازعات بين بني أسد وبني غطفان وعقد حلف بين بني فزارة وبني غطفان وبني أسد.
لبي بنو فزارة هذه الدعوة واتحدوا مع بني أسد، وكذلك البعض من بطون طيء أيضاً انضم إلى طليحة، حتى أن رئيس جديلة بن طي، ثمامة بن أوس، جمع خمسمائة رجل وانضم إلى بني أسد.