وتتألف هذه القبيلة من عدة بطون. ولما بلغها نعى الرسول امتنع أكثر بطونها عن أداء الزكاة. وكان الاختلاف قد دب فيما بينها، ولما ظهرت سجاح من شمالي الجزيرة بجموعها من تغلب مدعية النبوة، ودخلت حتى بني تميم لأنها كانت تمت إليهم بنسب، التف حولها بعض من تميم. ويزعم الراوي سيف بن عمر أنها كلفت مالكا بالمسير معها نحو المدينة للهجوم على أبي بكر. وكان البعض من بطون بني تميم لم يرتد فالتجأ إليه المسلمون الهاربون من البطون الأخرى فقاتل سجاحا ومن معها من بني تميم ومنعها من التقدم نحو المدينة. والرواة يزعمون أنه انتصر عليها وعلى حلفائها من بني تميم وألجأها إلى مغادرة ديار بني تميم والذهاب إلى مسيلمة الكذاب.
(٤) بنو حنيفة الساكنون في اليمامة. ادعى رئيس هذه القبيلة مسليمة النبوة فآمن بنبوته جميع بني حنيفة. ويظهر أن دعوة الإسلام لم تنتشر فيها وكان معظمها مشركا. فلما ادعى مسليمة النبوة آمنت بنبوته. وهي ولا ريب من أخطر القبائل التي اشتركت في حروب الردة وقاتلت المسلمين قتالاً عنيفا. وذاق المسلمون الأمرين في حروبها. ويزعم الراوي سيف بن عمر أن جيش بني حنيفة المحارب بلغ أربعين ألفاً.
ومن العسير معرفة قوات هذه القبائل التي اشتركت في المعارك، والواضح أن قبائل غطفان وفزارة التي حاولت مباغتة المدينة حتى اضطر أبو بكر إلى مقاتلتها كانت دون القبائل شأناً. ولعل القوات التي جهزتها لم تزد على آلفي رجل.
أما القوة التي استطاع طليحة أن يجهزها ويقاتل بها جيش المسلمين فكانت تربو على أربعة آلاف مقاتل، وانضم خمسمائة رجل من جديلة طيء وسبعمائة فارس بقيادة رئيس بني فزارة عيينة بن حصن.
أما بنو تميم فلو اتفقت بطونها وقابلت جيوش المسلمين لبلغت قوتها زهاء عشرة آلاف مقاتل، غير أنها لم تتفق فيما بينهما، بل حارب بعضها بعضاً، ولما وصل خالد بن الوليد بجيشه إلى ديار بني تميم كانت البطون قد تفرقت.
أما بنو حنيفة فكان جيشهم من أقوى الجيوش التي حاربت المسلمين، ومع أن سيفاً يزعم أن قوتهم بلغت أربعين ألفاً، بيد أننا لا نميل إلى اعتقاد صحة روايته، ولعل قوة جيش بني