للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حنيفة لم تزيد على خمسة عشر ألف مقاتل.

والذي جعل الرواة يبالغون في تقدير جيش بني حنيفة هو وعورة المنطقة التي حارب فيها المسلمون، والحقيقة أن أرض اليمامة أرض وعرة فيها وديان وشعاب وجبال وعقبات وثنايا. والذي زاد في مناعة الأرض القرى المحصنة بالأسوار والحدائق المسورة بالأحجار المكدسة شأن الكثير من قرى العارض والسدير في بلاد نجد.

ب. المسلمون:

جهز الرسول جيش أسامة قبل وفاته بمدة قليلة وكان يقصد إيفاده إلى الشمال. واجتمع الجيش في الجرف في شمالي المدينة، ولما علم بمرض الرسول أجل حركته.

وبعد وفاته أوفده أبو بكر لينفذ الخطة التي رسمها له الرسول في حياته. ونصح بعض الصحابة أبا بكر أن يبقيه لكي يعتز به بعض الإسلام وأراد بعضهم تبديل قائده، بيد أن الخليفة لم يجب طلبهم، ولم يرض أن يبدل ما قرره الرسول. وليس لدينا معلومات موثوق بها عن قوة هذا الجيش، لأن المؤرخين القدماء جريا على عادتهم، بحثوا في قائده والأوامر الصادرة إليه، والغاية المتوخاة من إيفاده وغير ذلك ولم يذكروا مقدار قوته.

وإذا تأملنا في سبب إيفاده، ظهر لنا أن قوته يجب أن تكون كافية. وسبق أن جهز الرسول جيشين لهذه الغاية ذاتها وهما: جيش جعفر بن أبي طالب الذي قاتل الروم في البلقاء في وقعة موتة، وكانت قوته ثلاثة آلاف مقاتل، والجيش الذي قاده الرسول بنفسه ليغزو به تبوك، وقد بالغ المؤرخون في قوته، وزعموا أنه بلغ ثلاثين ألفا، أما جيش أسامة، فهو الجيش الثالث، ونعتمد أن قوته يجب ألا تقل عن خمسة آلاف.

وكان المهاجرون والأنصار نواة هذا الجيش. فالمهاجرون والأنصار عماد الجيش الإسلامي، وهم كالحرس الذي كان يؤلفه الملوك للاعتزاز به في تنفيذ خططهم، إصلاحية كانت أم حربية

واشترك هؤلاء في غزوات الرسول وحروبه من أولها إلى آخرها. وكانوا يؤثرون النبي على أنفسهم في جميع أعمالهم، فكان الإسلام متمكناً من قلوبهم، فلا غرو إذا رأينا الإسلام يقوم على سواعدهم بعد وفاة الرسول، ولعل عددهم كان يتفاوت بين الألف والخمسمائة وبين الألفين لما توفى النبي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>