وذلك عندما قلت إن المدرسة الأولى قد نهض بها بعض شعراء الشيوخ وعلى رأسهم شوقي، وإن المدرسة الأخرى قد نهض بها بعض شعراء الشباب وعلى رأسهم إيليا أبو ماضي. . . ومعنى ذلك أن هناك شعراء يقفون إلى جانب الشاعر الأول، وأن هناك آخرين يقفون إلى جانب الشاعر الثاني، سواء في مصر أو في المهجر أو في غيرهما من الأقطار العربية.
أما قول الأستاذ نجا بأن الاكتفاء بنموذج واحد لشاعر واحد من شأنه أن يغمط حقوق الآخرين فلا أوافقه عليه. . . يأخي ثق أن الرأي العام الفني بخير، وأن أصحاب المواهب لا بد أن يشقوا طريقهم إلى النفوس والعقول والأذواق، ولا بد أن يصلوا إلى نهاية الطريق وتحت أقدامهم أشلاء الفارغين والمطموسين وكل من تحدثه نفسه باعتراض القافلة! ومع ذلك فقد كنت أود أن أحقق هذه الرغبة الكريمة التي عرض لها الشاعر الفاضل في رسالته، ولكن ضيق المجال قد حال بيني وبين هذه الأمنية من جهة، ولأني أشعر شعورا عميقا من جهة أخرى بأن مشكلة الأداء النفسي في الشعر أجدر بأن يفرد لها كتاب من أن تفرد لها كلمات في مقال، وهذه هي الومضة التي تشع في خاطري منذ أمد بعيد، وتدفعني إلى التفكير في إخراج هذا الكتاب الذي أرجو أن أتناول فيه بالبحث والتفكير مشكلة الأداء في الشعر العربي كله، منذ أقدم عصوره حتى هذا العصر الذي نعيش فيه. . . وعندئذ يمكن أن نتحدث عن الأستاذ نجا وأمثاله من الشعراء المطبوعين.
مجلة (الصياد) اللبنانية تعقب على موضوع السرقة الأدبية:
في العدد (٨٤٤) من الرسالة كنت قد كتبت كلمة عن السرقة الأدبية التي وقعت بين جدران كلية المقاصد الإسلامية ببيروت، وموضوع السرقة أن هناك طالبا من طلاب تلك الكلية قد سطا على مقال للأستاذ الزيات، فتقدم به لنيل جائزة مالية في مسابقة سنوية تقام بين الطلاب في ميدان الكتابة والخطابة. أما الجائزة فيهبها للفائزين أحد رجال الصحافة المعروفين في لبنان، وهو الأستاذ محي الدين النصولي. . . ولقد حدث أن جازت السرقة على لجنة من المحكمين وظفر الطالب بجائزة، وخرج من المسابقة وهو يحمل وصمتين وينوء بوزرين، هما السطو على أدب الزيات ثم السطو على مال النصولي!
هذا هو موضوع السرقة الذي عقبت عليه من قبل جريدة (صدى الأحوال) اللبنانية، معربة