للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن بالغ دهشتها من ألا يقطن المحكومون (الجهابذة) إلى أن المقال مكتوب بأسلوب الزيات ويحمل طابعه في التفكير وطريقته في التعبير، ناعتة هؤلاء المحكمين بالقصور وقلة الاطلاع!. . . هذه هي الزاوية التي نظرت منها (صدى الأحوال) إلى لجنة المحكمين، ولكن مجلة (الصياد) قد نظرت إلى اللجنة من زاوية أخرى أكثر عمقا وأوفر طرافة، حين عقبت على الموضوع مستجيبة في هذا التعقيب لما كتب في (الرسالة)، وإليك هذا التعقيب الرائع الذي جاء بالعدد الصادر في ٢٢ سبتمبر الماضي تحت عنوان (محمد العبود أبلغ من الزيات!!):

(في منتهى العام الدراسي الماضي، أقامت كلية المقاصد الإسلامية في بيروت مباراة إنشائية خطابية بين طلاب قسم البكالوريا لنيل جائزة الأستاذ محي الدين النصولي السنوية. وقد جرت المباراة بسلام، ووزعت الجوائز على مستحقيها الثلاثة. وكان الأول السيد محمد العبود والثاني السيد ظافر تميم. ونذكر أن أحد أفراد أسرة (الصياد) كان بين الحضور فكاشف اللجنة التحكيمية بعدم توفيقها في إصدار الأحكام ولا سيما فيما يختص بتفضيل السيد العبود على السيد تميم! وكان الجواب أننا لم نشهد إلا شطرا من المباراة، وهو الشطر الخطابي وقد وضعت العلامات على المقدرة الخطابية وأضيفت إلى العلامات الموضوعة على القدرة على الإنشاء فكانت النتيجة التي رأينا. ولما سألنا أكانت الموضوعات الإنشائية غير تلك التي ألقاها الطلبة في الحفلة الخطابية، كان الجواب لا. وعندئذ أصررنا على استغرابنا واستنكارنا. . . وراحت الأيام تطوي الأيام، إلى أن قرأنا حديثا صباحيا للزميل (شيخ بيروت) يميط فيه اللثام عن جريمة أدبية. . . فقد ثبت أن السيد ظافر تميم زور في المباراة الإنشائية، وبدلا من أن يكلف نفسه عناء عصر الدماغ وتنميق العبارات والتعرض لأخطار النحو والإملاء، أغار على المنشئ المصري المعروف الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب الرسالة فأختلس منه قطعة عنوانها (وإنما الأمم الأخلاق. . .)، طرز بها ورقة المسابقة وذيلها بإمضائه الكريم. وبوسعنا القول إن صاحبنا الفتى يحسن الاختيار حقا في مادة الأخلاق!!

وبعد أن أماط (شيخ بيروت) اللثام عن هذه السرقة الأدبية - غير المؤدبة طبعا - نصح للفائز الثاني بإعادة الجائزة المالية التي قبضها لتضاف إلى مبلغ الجائزة النصولية في العام

<<  <  ج:
ص:  >  >>