المقبل. ولئن انتهت المسألة عند هذا الحد في نظر (شيخ بيروت) فهي لم تنته عند أحد محرري الصياد؛ ذلك أن الفضيحة تتناول لجنة التحكيم أيضا، وكانت تتألف من الأساتذة حسن فروخ وموسى سليمان والدكتور جميل عانوتي. فإذا غفرنا للجنة تقصيرها في كشف السرقات حين كانت تحقق وتدقق في أوراق المسابقة الإنشائية، فكيف نغفر لها تفضيل إنشاء الطالب محمد العبود على إنشاء الأستاذ الزيات، وهو علم من أعلام البلاغة والبيان في العالم العربي)؟!
هذه (قفشة) بلغت الغاية في الطرافة ودقة الملاحظة، وإن كاتبها المحرر الفاضل ليستحق عليها كل تهنئة، ومهما يكن من شئ فلا عجب أن يكون محررو (الصياد) من هذا الطراز وأستاذهم صديقنا الصحفي النابغ سعيد فريحة!
دراسة الأديب علي ضوء حياته الخاصة:
هذه رسالة من (دمشق) يطلب إلي فيها مرسلها الأديب الفاضل عدنان المطيعي أن أكتب بضعة فصول نقدية عن بعض الشخصيات الأدبية في مصر، من أمثال الأساتذة العقاد والزيات وطه حسين والحكيم وتيمور وأحمد أمين والمازني وهيكل ثم يحدد هذه الرغبة بأن تكون الدراسة النقدية غير مقصورة على شخصياتهم الفنية التي تطالعنا من إنتاجهم الأدبي، وإنما تنفذ إلى أعماق شخصياتهم التي تطالعنا من واقع الحياة، حتى يستطيع القراء أن يربطوا بين شخصيتين في سبيل الكشف عب أثر الحياة الخاصة في توجيه المواهب الذاتية وتلوين الملكات الأدبية عند كل كاتب من هؤلاء الكتاب. . . إن ردي على رغبة الأديب الفاضل هو أن هناك عقبات تعترض طريق هذه الدراسة التي يود أن أقوم بها على صفحات (الرسالة)، منها أن حياة بعض الناس الخاصة لا تخلو من جوانب يفرض علينا الذوق ألا نتعرض لها ما داموا على قيد الحياة، قد تكون هذه الجوانب ذات أثر كبير في تلوين المادة الفكرية، ولكنني أرى - وقد يعترض بعض الناس - أن الكشف عن هذه الجوانب لا يحل لدارس الشخصيات وكاتب التراجم، إلا بعد أن تنقطع الصلة بين أصحابها وبين الحياة،. . . عندئذ تصبح كل حياتهم حقا مباحا للدارسين، وعندئذ يحل للتاريخ الأدبي أن يقول كلمته! ومن هذه العقبات أيضاً أنني أعرف بعض هؤلاء الأدباء معرفة كاملة وأعرف بعضهم الآخر معرفة عابرة، وفيهم من لا أعرفه على الإطلاق، فأنا مثلا أعرف