للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

درجات الشرف، ولكن الحظ لم يداوم ابتسامه فعبس في وجوهنا ونقل أستاذنا العظيم إلى أكسفورد.

لم يكن هنالك مكان لمحاضراتي في كلية (كنج) ولذلك رحت أعلم اليونانية واللاتينية لطلاب ايثون الصغار - ذلك الأمر الذي لم يكن من واجبي. وبعد أربع سنوات مضنية مع أولئك الصغار، نقلت إلى جامعة أكسفورد محاضراً فبقيت خمس عشرة سنة والسعادة ترفرف على رأسي. وحينما أخذ السأم يدب إلى نفسي من حياة الجامعة، قدم لي صديقي القسيس هنسون منزلاً يقع في (وست أند)، وقد صادف التغير الجديد أسعد حادث في حياتي وهو الزواج.

لست أدري هل من حسن الذوق أن أقول ذلك؟ لقد طلب مني أن أذكر ما علمتني الحياة. وهذا الشيء هو أثمن وأروع دروسها. ليس الزواج السعيد هو أحسن ما في حياة البشر، إنما تعلمت إلى جانب ذلك أن الحب لا يختلف في مقداره وإنما في نوعه بالنسبة لنعم الله علينا. حينما قال سنت جونس: (إن الذي لا يحب لا يعرف الله لأن الله هو المحبة)، كان يعبر بأبسط الكلمات عن الحقيقة العليا، وهي أن الحب يقودنا إلى عالم الحقيقة عن أقصر طريق لا يعرفه إلا الذين يحبون.

هنالك يبدو الخالق مجسما في الخير المطلق والصدق والجمال. إن هذه في حد ذاتها ليست في واقع الحياة غير مثل أفلاطونية إنها تخص عالم الروح ولا تصل إليها إلا عن طريق الإيمان، كما تتراءى لنا الصورة في المرأة على حد تعبير سنت يول. إن الحب هو الجناح القوي الذي يحمل أرواحنا محلقة إلى ملكوت الله. لقد أوضح تلك الحقيقة سنت برنارد كلارفو فيما يتعلق بحب الله، لكن سنت جونسي قال لنا إن الذي لا يحب أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه.

كثيراً ما رددت وأنا أبارك فتى وفتاة من على مذبح الكنيسة البيت الثاني من شعر شكسبير: (لا قيمة للروابط الظاهرية في تمكن العلائق الروحية بين زوجين كريمين). وهو من أروع ما قيل من الشعر.

لست أرى مانعاً من الخوض في هذا الموضوع. ليس الضرر الاجتماعي من انتشار الدعارة بأكثر من التساهل في شأنها التساهل المعيب في طبقات المجتمع العالية التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>