النظافة موقف الند من المدن الثلاث الأخريات. . . تلك ولاشك موازنة لا تليق ومنطق لا يروق!
ورب قارئ يعترض على نقدنا لهذا الشق الأول من رأي ياسبر بأن الشق الأخير يتفق وهذا التصحيح، وهو الشق الذي ينادي فيه الفيلسوف الألماني بأن جيته منقطع النظير حين نقيسه بمجموعة أعماله وجوانب شخصيته. . . إن ردنا عليه هو أن جيته ليس منقطع النظير في رأي ياسبر بمجموعة أعماله الأدبية وحدها ولكنه منقطع النظير بشخصيته المتعدد الجوانب والمواهب والملكات، ويدخل في ذلك أدبه وبحوثه العلمية وجهوده العلمية!
وأعجب العجب بعد هذا كله أن ينظر الفيلسوف الألماني ياسبر إلى الشاعر الألماني جيته نظرة قوامها أنه لا يقف في ميدان الأدب موقف الند من شكسبير وأن ينظر الكاتب الإنجليزي كارليل إلى الشاعر الإنجليزي شكسبير نظرة قوامها أنه لا يقف في ميدان الأدب موقف الند من جيته. . . ذلك لأن لكارليل في شاعر الألمان الأكبر رأياً معروفاً سجلته من قبل على صفحات الرسالة، وهو أن جيته أعظم أدباء العالم بلا استثناء!!
حديث لم يخطر لي على بال:
في العدد (٢٢٥) مجلة المسامرات، وفي الصفحة الثامنة والعشرين يمكنك أن تقرأ مقالاً هذا عنوانه (بين الشيوخ والشباب ما صنع الحداد). . . مقالاً مهدت له المجلة بهذه الكلمات (هي معركة لم تنته بعد، بين الشيوخ والشباب. . . فأولئك يتهمون الجيل الجديد بالسرعة وعدم الاستقرار، وهؤلاء يتهمون السالفين بالجمود والرجعية. وفيما يلي تعرض (المسامرات) مجموعة إجابات من الجيلين.
وبعد أن سجلت المجلة عدداً من الآراء لفريق من شيوخ الأدب وفريق من شبابه، بعد هذا جاء دور أنور المعداوي فقال:(إننا نقدر الشيوخ لأنهم فتحوا أعيننا على الكثير، وهذا التقدير يقف حائلاً بيننا وبين إعلان سخطنا عن التواء بعضهم. . . إن الكاتب ينبغي أن يكون إنساناً قبل كل شيء. وحينما يكون إنساناً تسقط عنه العصبية السخيفة، فلا تجد فارقاً بين كاتب وكاتب. . . وما أقل الكاتب الإنسان عندنا)!
أشهد أن حديثاً كهذا لم يخطر لي على بال، وأشهد أن مجلة المسامرات لم تسألني في أي يوم من الأيام عن رأيي في أي موضوع عرضت له، ولو سألتني لما أجبت. . . لأن في