للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بما يجد، ويتذلل لها ويتوسل إليها، وإنما يفعل ذلك بغريزته ليعتدل الميزان، فيذهب عن المرأة الخوفُ من قوته، وتَشعر أن فيه موضع ضعف تستطيع أن تستغله وتقاوم به طغيان القوة، وعلى قدر ما يبدي الرجل من الرقة في موقف الغزل والمناجاة تحس المرأة أنها قوية وأنها كفء له، فتطمئن وتعتقد أنها نده، وإن كان في ظاهره أقوى، وتبادله حباً بحب غير مكرهة ولا محمولة على ذلك، ولا شاعرة بتفريط في كرامتها أو تضييع لشخصيتها أو محو لإرادتها. .

ولم يشعرا أن الصمت طال بينهما أو أن الحديث انقطع لما قالت (سارة) بعد ذلك:

(ولكنك تحبينه. .! لاشك في ذلك)

فقالت (خيرية) بلهجة المفكر لا المستفسر.

(هذا ظنك؟)

قالت (سارة):

(لقد كنت تفكرين فيه ونحن متعانقان)

فاعتدلت (خيرية) في جلستها، وواجهت (سارة) وقالت بلهجة حازمة:

(كلا. . أبداً)

فوضعت سارة يدها على كتف صاحبتها وقالت:

(تعالي. . تعالي. . اطرحي عن صدرك هذا العبء. . . لماذا لا تبادلينني حبي؟)

فسألتها خيرية وهي تضحك:

(أتحبينني؟)

(أتسألين؟)

(أعني كحمادة؟)

(لا أزعم ذلك ولكني أحببتك)

(من أجله؟ لأني أخته؟)

(لذاتك)

(صحيح؟)

(أتشكين؟)

<<  <  ج:
ص:  >  >>