وعلى دعاء الفجر لأله الوجود، حملتك وعروسك نسائم الصباح الندية، إلى عشكما الآمن، تشيعكما قلوب العذارى، وقد غبن في حلم جميل يتمنين أن تدب فيه الحياة!.
ها هو الليل قد أوشك على الرحيل، وها هو - أنا - أجلس إليك بعد ذلك الحلم الطويل. . . فهلا فككت كربتي يا وحيد، فتبسط على نفسك الحزينة الغارقة في الأتراح. . . وتقص علي ما وراء تلك العشرات البيض من أحداث! إنها تتسلل في شعرك الفاحم كنور الصبح يتلاشى أمامه الظلام!.
- أواه يا خليل. . . أن جراحات قلبي لم تندمل، وروحي الشريد. . . لم يستقر بعد!. . .
أنت تذكر ليلة العرس يا خليل، وقد حملتني وعروسي عربة انطلقت إلى النزل الفخيم، الذي اخترته للإقامة. . .؟
وصلنا هناك، والى غرفة تشعرك بالبهجة، تطل على مروج خضراء، ومياه جارية في سهل فسيح. . . حملنا أمتعتنا.
إني أذكر ساعة الوصول، ومدير الفندق يقودنا إلى الغرفة البهيجة، ثم يصفق خلفه الباب، وهو يتمنى لنا إقامة هانئة. . .
قلت لزوجتي وأنا أجوب الغرفة فرحاً:(ما أجملها غرفة يا سهام)؟ فقالت بصوت حنون:(إنها بديعة يا حبيبي)!.
وتطلعت إليها فتلاقت العيون، وتلمست أصابعي كتفيها المرمريتين بخفة ورشاقة، وقبلتها بحنان، ثم دفعتها برفق إلى الفراش، فاتكأت على حافته بحياء وخفر، وعلق بصري بعقارب الساعة تترى بسرعة. . . وسدتها ذراعي، وهصرتها بين أحضاني، ثم تلاقت الشفتان في قبلة محمومة ولهى، فرشفت من الكأس حتى الثمالة. . .
وتراقصت الظلال في جلالة وروعة. . داعب النسيم البليل خصلات شعرها بمرح، فتهدل على صدرها العاري، وهو يعلو ويهبط بسرعة، وانعكست على صفحة وجهها خبايا هواها، وتألق في عينيها بريق عجيب، فيه لهفة عميقة!.
وفجأة. . . وفجأة يا خليل لمحت وجهها الوردي الفاتن يصير إلى اصفرار رويداً، وعيناها أخذتا تحدقان في شيء مجهول، تبكي في صمت وتتوسل في ذهول. . . كأن قوة جبارة أمسكتها بيد من حديد.