هذا وقد أخرج الريف الفلسطيني عشرات بل مئات من المؤلفين والأدباء، فهذا الجمال البشيتي (نسبة إلى بشيت من أعمال الرملة) يكتب في الألفاظ المعربة، وهذا المحبي صاحب سلك لدرر يقتبس من الحسن البوريني (نسبة إلى يورين جبل نابلس، ويعتبره مرجعه، ويعترف له بذلك في مقدمة كتابه النفيس وهو أعظم مراجعنا عن الحركة الفكرية في القرن الحادي عشر في هذه الديار.
ففي علوم القرآن، والفقه، ورواية الحديث، وفي التصوف والأصول والفرائض، وعلم الكتاب والمذاهب الأرنعة، وفي علوم اللغة، من قواعد ونثر ونظم، وفي إنشاء الرسائل، وفي التاريخ والطبقات والرحلات بل وفي علوم النجوم والرمل والزايرجا، في جميع هذه العلوم التي تؤلف مادة العلوم الإسلامية منذ القرون الأولى ساهم أهل الريف في فلسطين مساهمة تضعهم في الصف الأول من خدمة الثقافة والعلوم في هذه الديار.
وقد استثنينا من بحثنا المدن الفلسطينية الكبرى كالقدس، والرملة، وغزة والخليل، ونابلس ويافا وعكا وصفد، واعتبرنا أرسوف وقيسارية وعسقلان من بلدان الريف لا المدن.
ولم ستئن الناصرة على اعتبار أنها كانت قرية من أعمال صفد، وحيفا لأنها كانت بليدة، وبيبسان هي أقرب إلى المدن الريفية منها إلى المدن والقصبات.
وقد رتبنا قرى الريف، على الحروف الأبجدية ليسهل الرجوع إليها، واعتمدنا معجم ياقوت كأساس للقرى العربية، كما أثبتنا غير ذلك من القرى مما ورد ذكره في المصادر العربية الأخرى.
مشاهد فلسطين، وبقاعها، وأنهارها، وجبالها في المصادر
العربية:
أجناد الشام: لما فتح العرب الشام قسّموها إلى خمسة أجناد وهي جمع جُند ومنها جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرّين. قال أبن جار اختلفوا في الأخبار فقيل سمّي المسلمون فلسطين جنداً لأنه جمع كوراً، والتحند والتجمّع، وجندت جنداً أي جمعة جمعاً، وكذلك بقية الأجناد. وقيل سمية كل ناحية بجند لأنهم كانوا يقبضون أعطياتهم فيه.