وملبسه وزوجاته وسراريه نحو (٢٥٠٠جنيه) في العام على تقدير فولني. يقول علي باشا مبارك (وأخذت البكوات تكثر من المماليك وتتقوى بها حتى فاقت بقوتها الدولة العثمانية في الديار المصرية، مآل الأمر والنهي لهم في الحكومة. . . وصارت سلطة الدولة العثمانية في الديار المصرية غير حقيقية. ولو كانت الدولة العثمانية تنبهت لهذا الأمر ومنعت بيع الرقيق لكانت الأمور باقية على ما وضعها السلطان). . .
كانت نتيجة لهذه السياسة. . . أن قوى نفوذ المماليك لدرجة كبيرة جداً. . . حتى إنهم كانوا يعزلون الولاة حينما يشاءون. زد على ذلك أن ضباط الجيش وفرقه وهم أعضاء الديوان قد تدهورت حالتهم الأدبية، وأفقدتهم عيشة الخمول والكسل صفاتهم الحربية الأولى. . . فتقربوا من بكوات المماليك الذين استأثروا بالسلطة وأصبح بيدهم الأمر ولنهي في البلاد (حتى أن أحد بكواتهم وهو على بك الكبير) استطاع أن يعلن استقلال مصر في ١٧٦٩. . كما أن المماليك كانوا كثيراً ما يماطلون الدولة في إرسال الخراج. . (ولرغبة الدولة في استرضائهم لكيلا يمنعوا الخراج عنها. . . كانت لا تكاد تبعث بوال من قبلها، حتى تعزله وتعين بدله. . . حتى لقد بلغ عدد ولاتها منذ الفتح العثماني إلى الاحتلال الفرنسي. . . إي من سنة ١٥١٧م - ١٧٩٨ نحو ٢٨٥ سنة أكثر من مائة وال قل من أقام منهم أكثر من عامين. . وكثير من بدل كل عام).
بهذا نكون قد بينا الأسباب التي دعت السلطان سليم إلى ترك المماليك في مصر. . وإشراكهم في الحكم. . . ونكون أيضاً قد استعرضنا حالتهم من وقت الفتح العثماني وبينا العوامل التي أدت إلى زيادة نفوذهم في البلاد. . . وهناك ناحية أخرى يجب ألا نغفلها. . . وهي حالة الشعب المصري تحت حكم هؤلاء المماليك.
قبل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، كانت التجارة تمر عن طريق مصر. . . فكان المماليك يأخذون منها ما يشاءون من ضرائب وهدايا ورشا. . . هذا غير السلب والنهب. . . وكانوا قانعين بما يفرضونه من الضرائب على المتاجر الأجنبية. . . وما يدخل في خزائنهم من المال. . . بحيث لم يروا ضرورة لظلم الفلاح. . . وأخذوا يعيشون عيشة بذخ وترف. . . فيرتدون أحسن المنسوجات. . . ويسكنون أفخم القصور. . . ولكن الحالة لم تدم على ذلك. . . فعندما تغير طريق التجارة إلى راس الرجاء الصالح. . . قلت الأموال