آتيت كما شاء التصابي رحابها ... وما كان لي عهد بأمثالها قبل
فلما تعارضنا الحديث تعرضت ... لوصل ومن أمثالها يطلب الوصل
فرحت بها في حيث لا عين عائن ... ترانا ولا بعل هناك ولا أهل
وبت ولي سكران من خمر لحظها ... وراح ثناياها ومن خدها نقل
وقمت ولم اعلم بما تحت ذيلها ... وإن كان شيطاني له بيننا دخل
وقد استخدمت في عصر إسماعيل السنة الميلادية بدلا من السنة الهجرية. والظاهر أن الناس قد تعذر عليهم حفظ شهور هذه السنة فاخذ بعض الشعراء ينضمون هذه الشهور شعر حتى يسهل على الناس حفظها. . ومن ذلك عبد الله فكرى. الإفرنج خذوا ترتيبها قد جاء في النظم على ماموليه يناير وفبراير ومارث أبريل مايه يونيه ويوليه أغسطس سبتمبر فادعوا ليه ولم يكتفي بهذا بل نضمها في موالهم لأنه كما قال انسب لكونها أعجميه لا يحسن انسجامها في الشعر العربي. وقد وضع مواليا يبين فيها أيام كل الشهور قال:
فبراير النص فيه يومين وتارة يوم ... وشهور سبعه تزيد يوم نملى يوم
يزيد يناير ومارث ومايه ما فيه لوم ... يوليه وأغسطس وأكتوبر وديسمبر
وبقية الشهر ثلاثين في حساب القوم
ولما ازدادت الأحوال المالية سوءا في أواخر عصر إسماعيل وشدت المسالم سئم الناس حكم الخديوي وتمنوا زواله. فلما خلع فرحوا ابتهجوا. وقد عبره الشعراء عن إحساس مواطنيهم في الشعر الكثير فمن ذلك قول عبد الله فكرى من قصيده بعثه بها إلى الشيخ على الليثى.
واقرأ على الشيخ الجليل تحيه ... مقرونة بالشوق والتبجيل
وقل البشارة، مصر ولى أمرها ... توفقها من بعد إسماعيل
جاء القناصل باتفاق مبرم ... فدعوهما لتنازل وقبول
فارتاب إسماعيل واضطربت به ... أحواله ولخطب أي مهول
وأقام يبرم أمره وبحله ... متعللا بالقال بعد القيل
حتى آتى أمر الخلافة معلنا ... مضمونه بالمنع والتنويل
فقضى الخديوي بالحكومة لابنه ... ومضى يهيئ نفسه للرحل