م وخلفه على عرش اليمن ابنه الأشرف عمر ثم ابنه المؤيد داود سنة ١٢٩٧ م.
وفي عهد السلطان المؤيد (سنة ١٣١٨ م) أعيد تنظيم الجيش اليمني على نظام الجيش المصري، فيروي الخزرجي أن الأمير علاء الدين كشدغدي (رتب عساكر السلطان المنصورة على ترتيب العساكر المصرية وجعل لها جناحاً للميمنة وجناحاً للميسرة وجعل خلف السلطان عصاب كثيرة، وركب المماليك بالنفخ وجعل منهم طائفة طبردارية، وركب السلطان بهذا الزي). ويجدر بنا أن نلاحظ بصدد تاريخ هذا التنظيم أنه يوافق عهد سلطنة الناصر محمد في مصر أي في الوقت الذي تبلورت فيه النظم الملوكية في مصر وبلغت ذروة الازدهار، فلا عجب إن صارت مصر في ذلك الوقت قبلة أنظار الدول الإسلامية الأخرى وموضع محاكاتها.
وتوفي السلطان المؤيد سنة ١٣٢١ م وخلفه ابنه المجاهد الذي سرعان ما قبض على عمه المنصور بن المظفر وسجنه في قلعة تعز وأعلن نفسه سلطاناً سنة ١٣٢٢ م. غير أن مماليك السلطان المجاهد تمكنوا من تسلق حصن تعز خفية وأطلقوا سراح أستاذهم المجاهد وقبضوا على المعارضين لسلطته وعلى رأسهم الملك المنصور الذي حل محل ابن أخيه في السجن.
وكان السلطان المجاهد يخشى قوة المماليك البحرية، ويخاف خطرهم ولذا (دارت بينه وبينهم عهود وذمم وكتب لهم ميثاقاً بالأمان والوفاء ونادى لهم بذلك في الأسواق ومجامع الناس). غير أن المماليك البحرية سرعان ما قلبوا له ظهر المجن وثاروا عليه سنة ١٣٣٢ م وهاجموا مدينتي تعز وجند، وعاثوا فيها فساداً كما هاجموا مدينة زبيد واحتلوها، ولما علم السلطان بما فعله المماليك، أمر بقطع أعطياتهم حتى (تعبوا وباع الكثير منهم عدته وثيابه، وجاهروا السلطان القبيح). ولم يكتف السلطان بذلك بل أمر بإباحة قتل المماليك ونهبهم، ووزع قواته على مختلف الطرقات لحراستها وحفظها من عبثهم. ولم يستطع السلطان كبح جماح المماليك إلا في سنة ١٣٣٤ م حينما أوقع بهم الأشراف والأكراد هزيمة منكرة في وادي جاحف بالقرب من المهجم، حيث قتل كثير من أعيان المماليك نذكر منهم أزبك الصاربي، ولطيناً المجموري، وأيلة السراجي. واحتل السلطان مدينة زبيد وخطب له على منابرها سنة ٣٣٥ م.