مشهد من الأجانب الذين يعجبون أن يحدث هذا من ممثلي الأمة الإسلامية.
ثم ذلك لا يحدث في الأيام العادية فقط، بل حدث أحياناً في رمضان، شهر الصوم، وأثناء النهار! بينما دعيت مرة في رمضان أيضاً لحفلة استقبال أقامتها وزارة التربية الوطنية بباريس، فكان مما عني به القوم أن بدء الحفلة كان بعد غروب الشمس بقليل! تلك مفارقة، وأي مفارقة!
٢ - حاولت إدارة رسمية تشرف هناك على طلاب البعثات عقد صلات بين الطلاب وأساتذتهم الأجانب، فلم تر إلا أن تقيم حفلة راقصة فيها كانت الخمر أصنافاً وألواناً، وذلك في وسط من الفوضى عجيب، حتى اضطر بعض هؤلاء الأساتذة إلى الانصراف في عجب بالغ وألم شديد.
وهذان مثالان، ولو شئنا لأتينا بأخرى، ولكن المقام لا يسمح وحيز الكتابة محدود. على أني، مع هذا، أضيف أيضاً هذه الكلمة التي نرى منها أننا نبتعد كل يوم عن الإسلام.
يكون من بعض من جعل الله إليهم الأمر في الأمة الإسلامية في مصر أو غيرها من بلاد الشرق الإسلامي، الحدث الجلل من الأحداث، الحدث الذي هو ظلم سافر، ظلم يتناقض صراحة وأمر الله ورسوله، ومع هذا لا نجد كلمة اعتراض من واحد من الأمة. أي والله، لا نجد أحداً يعترض، حتى ممن يجب عليهم - بحكم مناصبهم الرسمية ومكانتهم من الأمة - الذود عن الدين والشريعة وحمايتها من العدوان.
ثم، مع هذا كله، نعجب من أننا في ذلة وهوان، بينما الغربي في عزة واستعلاء! ومتناسين قوله تعالى:(إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)! ومتناسينأيضاًقوله في موضع آخر من القرآن: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فيالأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً). ففي هاتين الآيتين الكريمتين بين الله الأسباب التي يكون عنها النصر والعزة، وبين أن بين هذه الأسباب ومسبباتها رابطة لا انفصام لها، تلك سنة الله في خلقه.
هذا، وهناك ناحية أخرى أحب أن أتناولها في هذه الكلمات. لقد لمست طوال الأعوام التي قضيتها في فرنسا، وفي الفترات القصيرة التي عشتها في ألمانيا وإنجلترا وأسبانيا، أن