للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلتطمئنوا إذن إلى الترجمة العربية التي بين يديكم ترجمة معتمدة، وتعريب ثقة، وإن كان على الطالب المجتهد والباحث المخلص، أن يكمل موقفه دائماً بالرجوع إلى الأصل في اللغة الأوربية التي يجيدها - ولديكم في الإنجليزية والفرنسية ترجمات كثيرة متداولة، فأرجعوا إليها؛ فإذا كان لا بد لقارئ أر سطو أن يرجع إلى لغة ثانوية حين لا يجيد اليونانية - وقل من يجيدها حتى من كبار المؤلفين في أر سطو أنفسهم - فلتكن أقرب درجةً أو درجتين من الأصل، ففي كل تقريب أو تقرُّب من الأصل حسن (للفهم واختصار) لعقم الترجمة - أعني أنَّ من يقرأ أخلاق أر سطو - مثلاً، فهي موضوعنا هنا - في ترجمة سانتهيليز الفرنسية يكون في الدرجة الثانية، والذي يقرأها في العربية أقل درجة، أما قارئها في اليونانية ففي الدرجة الأولى - وأين هو إلا أن يمتَّ إلى اليونانية بسبب أقوى من مجرد الدراسة؟

ونعود إلى ما كنا بصدده قبل أن نستطرد هذا الاستطراد الضروري.

فإذْ قد فرغت من قراءة النص وهضمه واستيعابه في الكتاب المقرر، والصفحات المعينة؛ فأعمد إلى ترك الكتاب جانباً، وتناول بعضاً من الكتب التفسيرية في المذاهب الأخلاقية عامة، وفي مذهب أر سطو - وخصوصاً الأخلاق الأرستطالية - خاصة.

وأهم ما أشير به عليك في المكتبة العربية - ويؤسفني ألا يسمح وقتك وسلامة لغتك أن تقرأ عن أر سطو في الإنجليزية أو الفرنسية - هذه الكتب هي في درجة من الجودة لا بأس بها؛ بل إن بعضها ممتاز حقاً؛ فاستعرضها في يقظة وحذر.

أبداً أولاً بما جاء في كتابك المدرسي المقرر عن أر سطو - فاقرأه واستظهره، وفي ذلك فائدة مزدوجة، وأساس عام قوي متين؛ وإطار سوف تفرغ فيه معلوماتك وتحصيلك.

اقرأ بعد هذا عن أر سطو في كتاب كقصة الفلسفة اليونانية للأستاذين أحمد أمين بك وزكي نجيب محمود - ففيه عرض مختلف بعض الشيء لنفس المعلومات تقريباً - ولكن في أسلوب هو إلى الأدب أميل - والفلسفة تتطلب الدقة وإحكام التعبير، وإنما أشير بهذا الكتاب لأنه يهيئ لك انسياق الفكر، وانطلاق اللفظ، ليتصرف قلمك فيما حصلت بحرية وجرأة وشخصية - ومثل هذا الكتاب يحقق لك هذه الفائدة (ص١١٢ - ٢٧٧).

وثمة كتاب في العربية قائم برأسه موضوعه أر سطو، للدكتور عبد الرحمن بدوي، وهو

<<  <  ج:
ص:  >  >>