ثم يحتفل الباشا بزواج ابنه ويحضر فرقة ياسمينه لتحيي الليلة، وهناك يحدث هرج ومرج، وتختلي ياسمينه بابن الباشا فتفضي إليه بحقيقة الفتاة العروس وتنقده الألفي جنيه التي كانت سرقت منه. ثم يعلن ابن الباشا أنه لن يتزوج إلا ياسمينه، فيبرز الاخوة التعهد الذي وقعه ويدفعونه إلى الباشا.
ولما تتجسم العقدة في هذا التعهد يحلها إسماعيل يس بفمه. . إذ يخطف الورقة ويبتلعها! وتكون النهاية السعيدة التي يرقص فيها الجميع ويغنون حتى يشبعوا رقصاً وغناء.
والواقع أن المقصود بحوادث القصة أن تكون خيطاً للاستعراض. . فالغناء والتهريج على المسرح الأول والثاني وفي منزل الباشا وفي الطريق وفي كل مكان. . هو المقصود وليت الخيط مع ذلك سليم أو متصل، فهو ليس واهياً فقط وإنما هو متقطع يبدو فيه مؤلف القصة مبهور الأنفاس وقد نفر منه الخيال وخاصمه السبك، فيوصل المناظر والحوادث بالقوة والعافية. . فهو يجبل الفتاة تخطئ الشقة المقصودة لتدخل شقة أخرى، والأمر إلى هنا طبيعي، ولكنه يلقي في روع أصحاب هذه الشقة أن يتركوها مفتوحة وهم غائبون. . لماذا؟ لتدخل شادية فتغني متنقلة من غرفة إلى أخرى حتى يظهر صاحب البيت ويبين. . وما دام الأمر لا يسير وفق المعقول فلا مانع أن تنقلب الفتاة إلى قطة تتسلل تحت المنضدة وتتمسح بالأرجل وتأخذ النقود وهي ثابتة الجنان لأنها واثقة من أن المؤلف والمخرج يضمنان لها الأمان ويمهدان لها سبيل القفز من النافذة! وليس بعسير بعد ذلك أن تكمل دور القطة في الشقة الأخرى. .
وليس لك أن تسأل: كيف عرف ابن الباشا منزل ياسمينه فأتى إليها به ليلاً؟ وكيف نهضت إليه دون أن يبدو عليها أي ذعر؟ ولماذا لم تفض ياسمينه إلى ابن الباشا بحقيقة من احتالوا عليه وتعطيه النقود إلا ليلة العرس وقد التقيا مراراً قبل ذلك؟ ليس لك أن تسأل عن ذلك أو غيره من كثير، لأن المؤلف يريد ذلك أو هو لا يجد غير ذلك. أما إن سألت عن الحكمة في وضع النقود في ثنية اللحاف فأنا أجيبك بأن المقصود أن يحمل شكوكو هذا اللحاف في كل منظر بعد ذلك ليبدو مضحكاً. . ولا يفوتني أن أعبر عن إعجابي بالحل الموفق الرائع الذي قام به (فم) إسماعيل ياسين الواسع. . فقد عرف المؤلف أو المخرج أو كلاهما كيف يستغل هذا الاتساع العظيم في حل المعضلة!!