كثيرة، وتجنسوا بالجنسية التركية، لا يجوز بوجه من الوجوه أن يعدوا أتراكا أو يعتبروا منتسبين إلى القومية التركية ما داموا غير مؤمنين بما آمن به الأتراك (ويعني به المبادئ الدينية) وإنما هؤلاء وأمثالهم من غير المسلمين يطلق عليهم لفظة (وطنداش) بمعنى بني الوطن.
ويبين لنا هذا المفكر الكبير في كتابه (أسس القومية التركية) النظريات المختلفة لعلماء الاجتماع في تحديد معنى القومية، فيناقشهم فيها ويعارضهم جميعاً؛ ومن ثم يوضح لنا وجهة نظره الخاصة في ذلك. وتلكم خلاصة النظريات التي يقر بها العلماء ويدحضها الأستاذ ضياء كوك آلب:
(١) الجنس: ادعى بعض العلماء أن الشعب بمجموعه يتكون من أفراد ينتسبون إلى جنس واحد تجمع بينهم روابط فسيولوجية لها علاقة بالصفات الاجتماعية.
غير أن كثيراً من علماء الفسلجة أثبتوا بالأدلة القاطعة عدم وجود أي تأثير للأوصاف الفسيولوجية على الفوارق البشرية مطلقاً. هذا وإن لفظة (جنس) اصطلاح في الواقع يطلق على الحيوانات فيقال هذا حصان من الجنس الفلاني.
وقد أخطأ البعض بتصنيف الجنس البشري وفقا لبعض المظاهر الخارجية كشكل عظام الجمجمة ولون الشعر والبشرة، وذلك لأنه لا يوجد في الوقت الحاضر شعب متصف بتلك الصفات جميعاً. فإننا اليوم نشاهد اختلافا بيناً حتى في صفات الأفراد المنتمين إلى عائلة واحدة.
(٢) رابطة الدم: وهذه النظرية تقول أن القومية عبارة عن علاقة بين أفراد تجمعهم رابطة الدم. . . فيدعي أصحابها أن القوم (أو الشعب) بمعناه الصحيح هو الذي حاز أفراده صفات خاصة موجودة في دمهم بحيث جعلتهم يمتازون عن سائر الأقوام بنقاء الدم وصفائه.
ولكن هذا القول مردود من أساسه، فالشعوب والأقوام حتى في الأزمنة الغابرة لم تكن كما يزعمه أصحاب هذه النظرية وذلك بسبب وقوع كثير من الحوادث التي كانت تسبب اختلاط الدماء كحالات الأسر وهروب المجرمين إلى بلاد أجنبية والهجرة والازدواج الواقع بين أفراد الأمم المختلفة. . غلى غير ذلك من الوقائع التي تثبت بطلان هذه النظرية.
(٣) الموطن: فيزعم البعض أن القومية تتميز بوجود أرض مشتركة يعيش علها أفراد