هم لهم العام القديم مقدر ... ونحن لنا العام الجديد مقدر
وقال شوقي:
ما بين آمالك اللائي ظفرت بها=وبين (مصر) معان أنت تدريها
وقال إسماعيل صبري:
يا مصر سيري على آثارهم وقفي ... تلك المواقف في أسنى مجاليها
لا يؤيسنك ما قالوا وما كتبوا ... بين البرية تضليلا وتمويها
ومنها:
يا آيه الفخر هلا تنزلين كما ... نزلت ثم على مصر وأهليها
كيما نجر ذبولا منك جررها ... من قبلنا الترك في أوطانهم تيها
ولما وقعت الحرب الطرابلسية الإيطالية اتجهت عواطف المصريين نحو الطرابلسيين. وللشعراء قصائد كثيرة في استهجان عمل إيطاليا وفي حض المسلمين على مؤازرة أهل طرابلس.
ولما نشبت الحرب بين الدولة العلية والدولة البلقانية تغنى الشعراء في مصر بما أحرزه الترك من انتصارات.
وفي عام ١٩١٤ م اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى في أوربا وامتد شررها في جميع جهات العالم. وأعلنت الأحكام العرفية في مصر ونفي شوقي إلى الأندلس. وخرس الشعراء وانقطعوا عن الخوض في السياسة انقطاعاً تاماً.
وامتاز هذا الطور بظهور بعض المصلحين الاجتماعيين كقاسم أمين ومحمد عبده. وقد ساهم الشعراء بشعرهم في الدعوة إلى الإصلاح. أما فيما يتعلق بالمرأة فقد انقسم الشعراء إلى شيع وأحزاب. فمنهم من ناصر هذه الدعوة وعضدها. ومنهم من حاربها وشدد النكير على أصحابها. ومنهم من توسط بين الحرية والتقييد.
ننتقل بعد ذلك إلى الدور الثالث الذي يبدأ من عام ١٩١٩ وينتهي بعام ١٩٥٠م.
الدور الثالث
١٩١٩ - ١٩٥٠
كانت ثورة ١٩١٩ حداً فاصلاً بين عصرين. عصر الاحتلال ثم الحماية. وفي هذا العصر