طلعة جديدة فامتلأ قلبي بالراحة، وأفعم فؤادي بالسعادة، وتألقت روحي بالفرح؛ وإني لأرنو إليه فأرى فيه سمات من سماتك ولمحات من صورتك. ولقد عقدت العزم أن أسميه باسمك عله يكون طالع سعد لنا. ليته يظفر بلمسات بنانك الرفيق أو بدعوات من قلبك الطاهر فتشمله البركة ويكتنفه اليمن. . .!).
وقرأ أبي كلامي فشمر يهيئ نفسه للسفر وقد نسى أنني تمردت - يوماً - على نصيحته وامتهنت رأيه وعققت أبوته، فجاء هو وأخوتي ومن بين أيديهم البهجة والاستبشار ومن خلفهم الهدايا.
بالقلب الأبي! إن فيك الرقة التي لا تحمل الحفيظة، وفيك الحنان الذي لا ينطوي على الضغينة؛ وفيك الرحمة التي لا يشوبها الغل
أما أنت يا بني، فقد كنت لأبيك بشير يمن وسعاد، فأنت قد محوت - بابتسامة واحدة منك - كل ما كان بين أبي وبني، وخلقت منا - بنظرة واحدة - أباً وابناً جديدين: أبا فيه العطف والحنان! وابنا فيه الطاعة والإخلاص. فما أسعدني بك؛ يا بني!
وانطوت سبع سنوات، ثم استحالت حال الزوجة الحبيبة على حين فجاءة، فهي تنطوي عني في غير سبب، وتهمل شأني في غير نزاع، وتشتغل عني في غير خصام. وتدفق الشك في قلبي هيناً مرة وعنيفاً مرة، فما كان للمرأة أن تغير خصالها إلا أن تسيطر على عقلها فكرة أو تشغل بالها حادثة! ورحت أدفع الشك عني حين خيل إلى أن أولادنا الأربعة يملئون فراغ قلبها وفراغ يومها
وغبرت أياماً أدفع ظن سوء عن نفسي، غير أني رأيتها تسرف في الزينة وتفرط في الأنفاق. أفكانت تسرف في الزينة خشية أن تصفعها الشيخوخة الباكرة فتعصف بنضارتها وتعبث بروائها وهي ما تنفك تنغمر في شواغل الدار والولد والزوج؟ أفكانت تفرط في الأنفاق لتسد حاجات الدار وإن الغلاء ليصفع الموظف صفعات عنيفة قاسية توشك أن تلصق يده بالتراب؟
ورجعت إلى الدار - ذات مرة - قبل معادي فلم أجدها لقد خرجت المرأة وحدها. . . خرجت إلى الشارع، إلى الذئب. ووقفت ارقب الطريق فرايتها مقبلة تستحث الخطئ. ورحت أناقشها في رفق وأجادلها في عنف فتفلست الفتاة. . . فقلت في نفسي (. . . إن