به المنون إلى عالم الغيب والشهاة، تاركاً في هذه الدار صناديق معجمه تخفق فيها روحه، كأنها تنكر على الناعي أنه قضى.
ثم تحدث الأستاذ تيمور عن مهمة المجمع في المحافظة على سلامة اللغة العربية التي أصبحنا مؤمنين بأنها لغتنا التي يجب أن ننهض بتنميتها، ولذلك يعد المجمع من المؤسسات التي تقتضيها حياتنا الاجتماعية. ومما قاله في هذا البحث القيم: لا تثريب علينا في المفاخرة بأن لغتنا العربية غنية بألفاظها وتراكيبها، ولكن الغنى اللغوي لا يقوم باختزان الكنوز، ولكنه يقوم بمقدار التعامل، ونحن نملك من ودائع الألفاظ والتراكيب ما تضيق به خزائن المعجات، فمثلنا في ذلك مثل امرئ يحتاز القناطير المقنطرة من صكوك لا يجرى بها تعامل، على حين أن السوق مغمورة بصكوك أخرى يتعامل بها الناس، فالسوق في غنى عن صاحب تلك القناطير، وهو لما تحمل السوق من سلع فقير، ومنه قوله: وفي غير مستطاع المجمع اللغوي أن يصنع الألفاظ صنعاً أو أن يفرضها على المدلولات فرضاً، وإنما الذي يستطيع أن يفرض هو البيئة المثقفة وحدها، فالكتاب والعلماء والباحثون والدارسون في كل فن ومنحنى هم الذين يستوحون ضرورة الاستعمال ويستلهمون ذوق التعبير، وعلى المجمع بعد ذلك أن يستصفي ما يتلقاه من لغة المجتمع بالتأييد والإقرار، حتى يكون مثله في ذلك كمثل الطعام، لا يطمئن الناس إلى صلاحيته إلا أن ختمه معمل التحليل بخاتم الأمان.
تكريم العريان
في يوم الخميس الماضي احتفل جمع من الأدباء ورجال التعليم بتكريم الأستاذ محمد سعيد العريان في نادي الصحفيين. وكان من خطباء الحفل الأستاذة عطية الأبرشي وعبد الله حبيب ومحمود العزب موسى وطه عبد الباقي سرور. ومن الشعراء الأستاذة محمد غنيم وعلي الجمبلاطي ومحمد مصطفى حمام وعزت حماد. وقد أناب عميد الأدباء معالي الدكتور طه حسين بك عنه الأستاذ حسين عزت مدير مكتبه فألقى كلمة بالنيابة عن معاليه عبر فيها عن مشاركته في تكريم المحتفل به وتقدير أدبه الممتاز وإنتاجه القيم
كانت كلمة الأستاذ الأبرشي جامعة شاملة، إذ كان موضوعها (أثر الأستاذ العريان في الأدب والتعليم) وهو موضوع مترامي الأطراف اضطر فيه أن يمر بنواحيه مروراً عابراً