أشبه فجاء بتقارير المفتشين منه بالدراسة الكاشفة، ويظهر أن الوقت كان ضيقاً فلم يكف لأن يتصفح الأستاذ كل مؤلفات العريان، ولكن كان ينبغي أن يتجنب الحديث عما لم يتمكن من الاطلاع عليه وهو كتاب (حياة الرافعي) إذ قال عنه إنه دراسة تحليلية لأدب الرافعي، وهو ليس كذلك، إنما هو دراسة لحياة الرافعي لا أدبه.
وكان موضوع الأستاذ عبد الله حبيب (حياة الأستاذ العريان من مؤلفاته) وقد استطاع أن يصور ملامح شخصيته ونوازع نفسه بعرض أهم الأحداث في حياته وصداها في كتبه. وقد عرض لصلة العريان بالرافعي فذكر أن بعض الناس قالوا: لقد أصبح العريان رافعياً، وأن الدكتور طه حسين قال. لم يصبح العريان رافعياً ولكنه أصبح مدره الرافعي. ثم ذهب الأستاذ عبد الله إلى أن الرافعي هو الذي أصبح عريانياً، وفسر ذلك بأن كتابات الرافعي في عهده الأول كانت غامضة مستغلقة، ثم كان في العهد الثاني يملي على العريان فكان هذا يتوقف عن الكتابة إذا أغلق بيان الرافعي، فيقول له: حتى أنت يا عريان قد أصبحت عامياً. فيجيبه. إذا كنت حيال هذا الغموض قد أصبحت عاميا فكيف يصبح حال الآخرين؟ ثم تهدأ ثورة الرافعي فيعود إلى عبارته بالتوضيح والتقويم. وقد عقب الأستاذ العريان على هذا في كلمته الشاكرة - بأنه غير صحيح. عقب بهذه العبارة الإجمالية التي تشبه البلاغات الرسمية، وكنا نود أن يبسط القول في هذه النقطة ولكن يظهر أن ملابساته الرسمية الأخيرة غلبت عليه.
وتناول الأستاذ عبد الله حبيب في حديثه أيضاً مسألة إقصاء الأستاذ العريان عن وزارة المعارف، فأشاد بفضل هذا الإقصاء على الأدب إذ تفرغ للدراسة والإنتاج، فأصدر مؤلفات قيمة وكان بصدد مؤلفات أخرى لولا (جناية) وزارة المعارف أخيراً برضائها عنه. . . إلى أن قال: هل لنا أن نلتمس من صاحب المعالي وزيرنا الجليل أن يتفضل ياقصائه عن الوزارة فترة قصيرة يفرغ فيها لاخراج هذه الكتب التي تعطلت بسبب رضائه عنه وإعجابه بكفايته. . .
وكانت قصيدة الأستاذ غنيم رائعة خفيفة الظل، قال في أولها: