للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يا أيها الملك المفدى عودة ... يا من لديه لا يخيب رجاء

أوليتني الآلاء ثم تركتني ... مثل الذي حلت به اللأواء

ما كان ذا أملي الذي أملته ... فيكم وأنتم سادة نجباه

أو لستم أدري بما كنتم به ... تعدونني ومتى يكون أداء

إن كان دائي حسن حظي ربما ... يشقى الفصيح وتنعم العجماء

هذه الأبيات إذا قرأناها تركت في أنفاسنا أثراً عميقاً، ذلك لأن الشاعر هنا لم يكن متكلفاً ولا متصنعاً، وإنما كان يرسل القول من أعماق فؤاده، فعبر في هذا الشعر عما انطوى بين جوانحه من ألم شديد وحزن عميق، وبسط يديه أمام شريف مكة راجياً منه أن يعمل على إزالة هذه القطيعة، وعدة أبيات هذه القصيدة سبعة وسبعون بيتاً، منها ثلاثون في الفخر، وحوالي عشرة أبيات في الشكوى والباقي في المدح.

وللساعاتي قصيدة هائية مدح بها الشريف علي بن عون. وقد سلك فيها مسلك مروان بن أبي حفصة في هائيته المشهورة التي مطلعها:

طرقتك زائرة فحي خيالها ... بيضاء تخلط بالجمال دلالها

أما قصيدة الساعاتي فمطلعها

جادت بوصل بعد طول دلالها ... مطبوعة جبلت على إدلالها

وعجز البيت ضعيف التأليف تافه المعنى، وربما كان سبب ذلك اهتمامه بالجناس بين (دلال) و (إدلال).

وقال:

وسرى بطيف خيالها جنح الدجى ... من بعد ما جنحت إلى عذالها

زارت على شوق محبيها وما ... زالت تجر إليه في أذيالها

سفرت فقلنا قد تألق بارق ... يزجي رشاش الظل في أطلالها

وتكلفت صلة المتيم عندما ... نظرت كمال البدر دون كمالها

غيداء جادت بالزيارة بعد ما ... جارت ومل الدهر دون ملالها

سمحت بما أسدت إلى وإنما ... صلة المعنى من تمام خيالها

حسناء قد تاهت عليّ كأنها ... حسنة والمجد في سر بالها

<<  <  ج:
ص:  >  >>