وهنا قلت مع القائلين: الرفاق وقالوا: فما أصلها؟ قلت أصلها من (التولة). قالوا: وما التولة؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الرقى والنمائم والتولة شرك) وجاء في لسان العرب: والتولة (بضم التاء وفتح الواو واللام) ضرب من الخرز يوضع للسحر أو لتحبيب المرأة زوجها أو هو ما يحبب المرأة إلى الزوج من الخاتم. وعند صاحب القاموس المحيط التولة هي السحر أو شبهه في خرزة تحبب معها المرأة زوجها، وزاد على ذلك رسمها بكسر التاء ومرة أخرى بفتحها مع تسكين الواو والجمع تولات، وتال يتول عالج السحر. وفلان ذو تولات أي ذو لطف وسحر.
أما الكلمة الفرنسية هي تصغير ومعناها (الزينة أي وكذلك (قطعة الأثاث المزودة بكل الأدوات الخاصة بلوازم الرأس والملبس).
لا عجب إذن في أن تكون الكلمة الفرنسية مأخوذة من الكلمة العربية، وورودها في حديث الرسول عليه السلام قبل فتح الاندلس، بل قبل الاتساع والاتصال والترجمة في الزمن العباسي.
والكلمة العربية فضلا عن ذلك غنية بمشتقاتها فمنها الاسم والفعل والصفة. وجدير بنا أن نعمل على إحيائها وتداولها، وتلك الرسالة منوطة بمجلة الرسالة الغراء والمجمع اللغوي الموقر.
محمد محمود زيتون
ذكرى صادق عنبر
حلت الذكرى الثانية عشر لوفاة فقيد اللغة والأدب المرحوم محمد صادق عنبر، فذرفت عليه ابنته دمعة تقاطرت في هذه الأبيات:
أواه من ذكرى إذا هي أقبلت ... لم تُبق في سكينة ركونا
أواه منها حين تأسر مهجتي ... فتثير فيها لوعة وشجونا
يا نسمة من والد ترك ألدُّنا ... أجريت دمعاً كان قبل مصونا
يا أدمع الذكرى حنانك أشفقي ... فالدمع أوجع ما يكون سخينا
يا قلبي الملهوف هل لك سلوة ... تُهدي إلي وداعة وسكونا؟