ويستعرض مصارع الشهداء منهم استعراضا حزين وغير ذلك من المقطوعات.
ولعل هذا الكتاب عمل ضئيل بالنسبة لما أنتجه سماحة السيد الأمين من كتب وموسوعات في الأدب والشعر إلى جنبه كتبه العلمية النافعة.
إبراهيم الوائلي
أجواء
تأليف الأستاذ حسن محمود
للأستاذ إبراهيم محمد نجا
كتاب صغير الحجم، قليل الثمن، ولكنه على صغر حجمه، وقلة ثمنه، يجمع بين القيمة الكاملة، والمتاع النفسي الوفير.
ومؤلف هذا الكتاب هو الأستاذ حسن محمود، وهو كاتب قصصي من طراز رفيع، يعمل للمجد الأدبي، دون أن يحفل بالشهرة الزائفة، ولذلك يعني كل العناية بجودة إنتاجه وإتقانه، لا يكثرته والإسراع فيه.
وهذا الكتاب يضم طائفة من الأقاصيص ذات أجواء مختلفة بعضها يمثل الحياة المصرية التي يعرفها الأستاذ عن خبرة وتجربة، وبعضها الآخر يمثل الحياة الأوربية التي ألم بها في رحلاته وأسفاره، وإن كانت هذه الأجواء المختلفة تتفق في أنها تصور النفس البشرية، في إطارها من الحياة الإنسانية العامة.
وكثيرون من كتاب القصة المصرية يهدفون في قصصهم إلى إثارة القارئ إثارة حسية، أما بالإكثار من وصف أجساد النساء، وإما بالاعتماد على الحوادث الضخمة المثيرة، وإن كانت في صميمها فارغة من المعاني والدلالات! ولكن هؤلاء لا يفهمون فن القصة، ولا يعرفون رسالتها الفنية، وإنما يعرفون ويفهمون شيئا واحدا هو اكتساب الشهرة الزائفة، بتملق غرائز الجماهير!
أما الأستاذ حسن محمود فإنه يعني في قصصه أول ما يعني، بإبراز الأثر الداخلي الذي تعكسه الحوادث الخارجية في نفوس شخصياته؛ فالحادثة عنده لا تقصد لذاتها، ولكن لأثرها النفسي، ومن ثم تكون الحادثة الصغيرة لها حظ كبير، لأنه يعرف كيف يستلهم منها المعاني