للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

البلوغ العقلي عندهم، ويمكن بالتالي عن طريق الاسترسال تصور الجماعة البدائية والجماعة المتحضرة عند علماء الاجتماع، وكذا أخذ صورة، عن الديانة البدائية والأخرى الراقية عند علماء الأديان.

وفي الحديث عن مظاهر الطفولة النفسية سنقصر الكلام على بعضها - كأمثلة فقط - مما لبيانه أثر في توضيح الإسلام كدين وهو هدف هذا الحديث. سنقصر الكلام على وصف:

١ - إدراك الطفل في مرحلة الطفولة - من السنة الأولى إلى السابعة -،

٢ - وجدانه،

٣ - صلته بالعالم الخارجي،

٤ - سلوكه وتصرفاته،

٥ - أحكامه وتقديره،

١ - إدراكه:

في الجانب الإدراكي: يقف إدراك الإنسان في مرحلة الطفولة الأولى عند حد المحسوس من الأشياء. ثم ما يدركه من مظاهر الشيء هو الشيء على الحقيقة عنده. وهكذا:

(ا) جزء الشيء يعبر في نظره عن الشيء كله، وهو كأنه هو:

فالبرتقالة مثلاً لا يدركها بكل مقوماتها من شكل، ولون، وطعم، وغير ذلك من خصائصها التي تتصل بألياف البرتقال وعصيره مثلاً بل بما ينجذب إليه إدراكه من ظاهرها فلونها الأصفر الفاقع كاف عنده في تميزها عن فاكهة أخرى.

(ب) والإجمال هو التفصيل في رأيه: فلون البرتقالة - في المثال السابق - يحمل في طيه بقية العناصر الأخرى التي لها دخل في ماهية البرتقالة من شكل، وحجم، وخشونة أو نعومة في الملمس، ومذاق في الطعم. . . إلى غير ذلك.

(ج) والشيء وأثره أو لازمة من لوازمه واحد في نظره.

فلقد لوحظ إن طفلاً في سن الرابعة يقبض على شعاع الشمس حتى لا تخرج من الغرفة قبل أن تجيء أمه التي أخذ يناديها لترى الشمس حبيسة بين ذراعيه. كما لوحظ من طفل آخر في سن الخامسة من عمره أنه أخذ يصيح ويبكي. فلما سأله أبوه المصاحب له عن سبب بكائه أراه ما سقط على يده قائلاً له، إنها دودة من دود القز، تلدغه. ولم يتبين أبوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>