على جوانبها الدم، ثم إذا هي وعي وإحساس وفكرة إنسانية، ثم إذا هي حكومة وبرلمان وتعاون الحاكم والمحكوم على الرقي بمستوى الحياة الإنسانية. وكذلك صارت الديمقراطية وجداناً إنسانياً عاماً يرتفع بالمستوى العقلي العام للجماعات فوق اعتبارات الغنى والفقر وفوق اعتبارات العرق والدم واختلاف المنشأ والبيئة. وفي هذا العصر التقى الأدب بمعناه العميق الواسع، بالديمقراطية بمدلولها الوجداني الرفيع وصارت ديمقراطية الأدب - ونحن منها على الطريق - أنه فن من فنون المعرفة للسمو بمستوى العقل الإنساني ولون من ألوان الأخوة الإنسانية، ونسف الأبراج العاجية فلا تحجب حقيقة من حقائق الحياة عن ذي عينين.
وانتقل الأستاذ سعيد بعد ذلك إلى مناقشة من يقول بان ديمقراطية الأدب هي أن تكتب للناس بلغة الناس، ومن يقول بأنها انتزاع الموضوعات من صميم الحياة التي تحياها الطبقات الشعبية العامة أو البيئات الدنيا فقال: جميل أن تكون لغة الأديب وأسلوبه وفنه في الأداءبحيث يحس مذاقها الملايين ذات العدد من الناس، ولكن أجمل من ذلك أن يكون الأدب توجيها إلى ما هو أرفع وأرقى وأكمل، فليست المساواة هي الغاية الأولى للديمقراطية ولكن السمو هو الغاية. وقال: ليست الديمقراطية في الأدب هي أن يكون الموضوع ديمقراطيا، فقد يؤخذ الموضوع من طبقة عالية ويعالج على نمط يحقق أهداف الديمقراطية القومية والدعوة إلى الحرية والمساواة والأخوة الإنسانية.
وتحدث الدكتور إبراهيم ناجي عن (القصة في العصر الحديث) فاستعرض تطور فن القصة من الكلاسيكية إلى الرومانتيكية إلى الواقعية. ولوحظ أنه قصر كلامه على القصة في العالم الغربي ولم يعرج على القصة المصرية بقليل أو كثير.
وألقى الأستاذ علي الجمبلاطي قصيدة جيدة وصف فيها حال الطالب بالجامعة الشعبية من حيث تيسيرها له ما يطمح إليه من تعليم وتثقيف، ومنها قوله يخاطب الجامعة:
أنت أعليت فيه أشواقه العل ... يا فأعلى ما فيه من رغبات
ومشى للجمال يدفعه الشو ... ق إليه وصادق العزمات
كان لولاك يقطع العيش سأما ... نا ملول الساعات واللحظات
لا يرى في الحياة غير فراغ ... مد فوق الحياة ظل السبات