حمل فيها الدكتور بقسوة على مسرحية (الآلهة الجهنمية) للكاتب الفرنسي!
من هذا كله ترى أن الأدباء المصريين قد عاملوا جان كوكتو معاملة الكرام لرجل ليس له كرامة. . . وأين هذا من رجل كاميل هنريو عضو الأكاديمية الفرنسية، ذلك الرجل الذي ما كاد يغادر القاهرة إلى باريس حتى كتب في جريدة (الموند) مقالا أثنى فيه أطيب الثناء على مصر والمصريين!
القصة بين قلم الكاتب وطبيعة الحياة
نكتب إليكم هذه الرسالة للاستنارة برأيكم في مسألة جوهرية تتعلق بفن القصة العربية، وقد كانت تلك المسألة مثار جدل عنيف صاخب هنا، بين جماعة من الأدباء هم أعضاء غرفة المعلمين الأدبية (بالمكلا). وكانت أهم مآخذ النقد تتركز في النقطة التالية وهي:
هل من الطبيعي أن يظل شبح المأساة يلاحق فصول القصة حتى نهايتها، ثم لا يكون (لعدالة السماء) دخل في ذلك؟ وهل تكون حوادث مثل تلك المأساة طبيعية في عالم ترعاه عناية الله وتكلؤه قدرته؟ وإليكم فيما يأتي فحوى القصة التي كانت وما تزال مثار جدل عنيف واختلاف كبير، فقد يكون في سردها هنا على الإجمال، بعض النفع:
تجري حوادث القصة في بيئة حضرمية، ولهذه البيئة مميزات خاصة هي في الواقع صورة منعكسة للحياة العقلية والأدبية في هذه البلاد. وتبتدئ القصة في بيت الشيخ (معروف) حيث يجري مع ابنته (علوية) حوار عائلي، يدخل بعده (حامد) ابن عم الفتاة ويطلب إلى عمه أن يربط بينه وبين (علوية) برباط الزوجية. ويتفق في ذلك أن تكون أم الفتاة متوفاة، وان تكون (صفية) زوجة الشيخ (معروف) الثانية، لا تشعر نحو الفتى الشاب (حامد) بالرضى والارتياح، فتشير على زوجها بالتسويف والمماطلة في طلب الشاب ثم يتقدم لخطبة الفتاة الشيخ (خليفة) وهو رجل غني في العقد السابع من عمره. ويقوم بدور الوساطة (عمار) حيث يوفق في مسعاه ويستجيب الشيخ (معروف) لطلبه، بعد أن يكون (الدينار) قد لعب دوره بنجاح في القضية!
وتزف (علوية) إلى بيت الشيخ (خليفة) على كره منها، ويتندر الأدباء في مجلسهم وتنتشر القالة حول الشيخ (معروف) وأطماعه. . . ويضطر الشيخ (خليفة) في الفصل الخامس والأخير إلى تسريح (علوية) بعد أن واجهته بالشتائم وامتنعت عن معاشرته، وعاودها