السقم والمرض، فأشفق ورثى لحالها. ويقع الخبر من الشيخ (معروف) موقعاً أليماً فيعود على نفسه باللوم، ولكن الشيخ (خليفة) يقترح عليه كحل للأمر أن يجمع بين (علوية) وابن عمها (حامد). ويقف (حامد) موقفاً نبيلاً عندما يقبل التضحية، إبقاء على حياة الفتاة المظلومة، وصوناً لكرامتها، وإكراماً لخاطر عمه المنكود!
هذه صورة تقريبية لفصول القصة، وحيث تنتهي تبدأ قضية النزاع والاختلاف، فيرى البعض أن تتلاحق فصول القصة كمأساة حتى الشوط الأخير. بينما يرى البعض الآخر ومنهم المؤلف أن الله وهو أعدل العادلين لن يجعل لمثل هذه (المأساة) صور ما، في عالم تجري حوادثه على قوانين طبيعية عادلة. . . هذه هي نقطة الخلاف عرضناها عليكم بكل أمانة، راجين أن ترشدونا رأيكم على صفحات (الرسالة) الغراء:
(المكلا - حضرموت)
أحمد عوض باوزير
سكرتير الغرفة الأدبية للمعلمين
نود أن نقول للأديب الحضرمي الفاضل رداً على سؤاله، إن هذا الجدل الذي دار بين جماعة من أصدقائه حول هذه القصة جدل غريب. ومصدر الغرابة فيه أن أصحاب الرأي الأول يريدون أن يطبعوا موضوع القصة بطابع المأساة، وان أصحاب الرأي الثاني يريدون أن يخضعوا الموضوع لعدالة الله. . . وكلا الرأيين بعيد عن جوهر الفن القصصي لأنه يمثل منطق القائلين به أكثر مما يمثل منطق الوقائع الطبيعية!
جوهر الفن هو أن نستوحي الحياة وحدها عندما نريد أن نخلق عملا من الأعمال الفنية، والقصة كعمل من هذه الأعمال لا بد أن تخضع لمجرى الحياة في صورتها الواقعية التي لا تنكرها العين ولا يرفضها العقل. . . فالحياة التي ترفرف عليها عدالة الله فيها الخير وفيها الشر، وفيها الفضيلة وفيها الرذيلة، وفيها السعادة وفيها الشقاء، وفيها ما شئت من ألوان المفارقات وضروب المتناقضات. فإذا صورنا الحياة تصويراً صادقاً فمن الطبيعي أن نقبل المأساة المستمدة من واقعها كما نقبل الملهاة، على شرط أن يكون عرضنا لهذه وتلك مسايراً لمنطق الحوادث المألوفة ومطابقاً لطبيعة الأمور كما يألفها الأحياء!