للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما علوم الشريعة وما يسمونه (بلاغة) فلا تزال في ظلام دامس من طرائق العصور الماضية التي لا تتفق مع العصر الحاضر.

والأمر كله يتلخص في أمرين، الأول الكتب القديمة المعقدة التي يفرض إدراك مراميها الخفية المستعصية على طلاب يتلقون معارف كثيرة، مختلفين عن أسلافهم على الأقل في أن الأسلاف كانوا متفرغين لها غير مطالبين بتحصيل ما جد من العلوم والمعارف، والأمر الثاني هو وقوف العلماء المحصلين لهذه الكتب أنفسهم عندما وقفوا عليه منها، معرضين عن تنميتها بما يلائم واقع الحياة الحاضرة.

ولا يقتصر ضرر ذلك على طلبة الأزهر، بل هو يمتد إلى المحيط الإسلامي كله، لأن استغلاق الدراسة الإسلامية في الأزهر يباعد بين هذه الدراسة وبين المتعلمين في خارج الأزهر لأنهم يجدونها صعبة المنال بل مستحيلة التحصيل، فكان من ذلك انفصال عقلية المتعلمين المسلمين من غير الأزهريين عن الحقائق الإسلامية. وهذا من أسباب عدم التجاوب بين المجتمع وأبناء الأزهر.

بعد كتابة ما تقدم وصلتني رسائل من حضرات (جمعة الباكي بكلية الشريعة ومحمد عبد العزيز عمر طالب بمعهد أسيوط وعبد الصبور الغندور ومحمد السعيد بكلية الشريعة) ويظهر أن ما تضمنته سيحملني على معاودة الكتابة في الموضوع. وعلى ذلك يعتبر الباب مفتوحاً. . .

مسابقة المجمع اللغوي:

احتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية بإعلان نتيجة مسابقته الأدبية لسنة ١٩٤٩ - ١٩٥٠ بدار الجمعية الجغرافية الملكية يوم الأحد الماضي فألقى الأستاذ إبراهيم مصطفى كلمة عبر فيها عن سرور المجمع بهذا اليوم الذي يعد من أيامه ومواسمه. وتحدث عن مكافأة المجمع على الإنتاج الأدبي فقال إنها كانت في أول الأمر هبات من نفوس كريمة ثم رصد لها المجمع في ميزانيته ٨٠٠ جنيه كل عام. ثم تحدث عن موضوعات هذه المسابقة فقال إنها كانت تشمل القصة والبحث الأدبي، فأما القصة فإن المجمع لم يتلق من آثار المتنافسين ما يرضاه لسمو هذا الفن. وأما البحث الأدبي فقد شمل تحقيق كتب عربية قديمة وقد فاز منها أربعة حققها دارسون مجدون قادرون، وفاز في الدراسات الأدبية بحث عن (رفاعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>