ثم قال:
فلا عدمنا أياديك التي عظمت ... في مصر حتى غدت للملك كالأسر
وازينت بقدوم جاء يقدمه ... طير المسرات بين الزعر والزهر
وكل ثغر غدا بالبشر مبتسماً ... فاق الدراري سنا في رائق الدهر
والبيت الأول تافه المعنى. أما البيت الثاني فإنه جمع بين تفاهة المعنى وضعف التأليف. ولا أظن شاعراً يحترم نفسه يقول (بقدوم جاء يقدمه). والبيت الثالث خلو من المعنى.
ثم قال:
والأنس دار بأقداح السرور وقد ... حيا الرعية واستملى أخا النظر
فكل ذي فكرة أبدى نتائجها ... في مدح علياك لكن غير مبتكر
تملي عليه معانيك الحسان فما ... يجيد شيئاً سوى تنظيم منتثر
لازال ذا الدهر يسعى في رغائبكم ... وما أردتم مراد الدهر والقدر
أما قوله (والأنس دار بأقداح السرور) ففيه صورة من حياة الندماء التي لازمته في ذلك الوقت. وقوله (حيي الرعية واستملى أخا النظر) خلو من كل معنى. والأبيات التالية تافهة المعنى.
وقال:
والملك يبسم عن عدل يقارنه ... تمام فضل وإحسان مدى العصر
ما أختال ذا القرفي برد الأمان بكم ... وكف بالصفو كف البغي والكدر
وردت باريس سر الود تعلنه ... وقد صدرت حميد السعي والسير
وعدت في فتية فاقوا النجوم سناً ... منك استمدوا وهم في الدهر كالغرر
ومعنى البيت الأول قد تقدم قبل ذلك بأبيات. وكذلك صورة ابتسام الملك فقد وردت في قوله (وكل ثغر غدا بالبشر مبتسماً). وليس في الأبيات التالية من المعنى ما يستحق الذكر. وقد امتازت هذه الأبيات دون سائر القصيدة بظهور الصنعة اللفظية فيها. فهناك طباق بين (أمان) و (بغي) وبين (صفو) و (كدر) وجناس بين (كف) و (كف). وطباق بين (ورد) و (صدر).
وأول ما نلاحظه على هذه القصيدة أن الشاعر كرر بعض المفردات فذكر كلمة (الدهر)