الذكر، حفلات لا عهد لأحد بها، وهي جديرة بأن تنسب إلى مخترعها فتسمى حفلات زحلاوية. .
وما ذنب الشعر يا صديقي حتى كدت تصهره بنارك أو تعالجه بالمطرقة والسندان وهو فن رقيق كالأزهار تتلقاه المشاعر كما يلمس البنان الزهرة في رفق وحنان؟ فالشاعر صاحب القصيدة الجيدة يتخيل أصحاب الشاعر قد ذهلوا لأنه غادر الشاطئ وأوغل في اليم، فوقفوا مذهولين يحلمون بعودته، ولكن الذاهب لن يعود.
حلم من الأحلام عودة ذهب ... لا تحلموا بمجيئه لا تحلموا
فماذا يضيرك يا سيدي من أن يقال إن هذا كلام جيد؟ هل عيبه أنك ألقيت كلمة في الحفل يجب أن تسطع شمسها فتحجب سائر النجوم والكواكب؟
ورأيتك يا صديقي تأتي بأقباس من كلمة الأستاذ الزيات وتطلب مقارنتها بما قلت أنت لتخرج بالنتيجة التي أردتها وهي أنك رسمت معه (الخطوط الرئيسية لمن يتوفر على دراسة الشاعر الصديق علي محمود طه) وقد علمنا ما قاله الأستاذ الزيات، فهل وصفك الشاعر بالبوهيمية والعربدة هو الذي كمل هذه الخطوط دون كل ما قيل في الحفل من نثر وشعر؟!
هلا رسمت مستقلاً خطوط هذه الدراسة، ولعلك تفعل الآن وأنت في حل من أن تذكر عن الشاعر الفقيد كل ما تريد في غير مقام التأبين، وقد ذكرت أنك تعرف عنه كثيراً، وإني أفترض فيك الكفاية، فهيا. . . وأرجو لك الهداية إلى سبيل الفوز والنصر.
معرض الفن الأسباني:
يقوم هذا المعرض الآن في قصر إسماعيل على شاطئ النيل وهو يمثل الفن الأسباني في الرسم والتصوير والنقش والنحت في القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ويحوي أعمالاً فنية لفناني هذه الفترة الأسبانيين وعلى رأسهم الفنان العظيم (جوبا) الذي تحرر من الجمود في عصره وعبر بحرية تامة عن نوازعه الإنسانية وثار على الأوضاع وسخر من أهل الرذائل والنقائص، يعبر عن كل ذلك بريشته كما يعبر الكاتب بقلمه ومن هؤلاء الفنانين أيضاً (جوليو أنطونيو) الذي تعمق طبائع الإنسان مع