ماذا على ملك الدستور من وطن ... لو جال منه بأطراف وأجواز
فالقصيدة أذن مستوحاة من العقيدة الدينية والعاطفة القومية والمبدأ الدستوري وهذه المنابع الثلاثة تكفي لأن يبرر موقف الشاعر هنا.
وقصيدة عنوانها (الوطن والجهاد) قالها عندما الدولة العثمانية في الحرب العالمية الكبرى وقد دعا فيها العرب والمسلمين إلى الجهاد وقد شاركه في هذه كثير من الشعراء آنذاك، ولا لوم على الشاعر في هذه الصرخة ما دام المهابون هم الإفرنج وما دامت البلاد المغزوة هي بلاد المسلمين، وما دام الحكم التركي دستوريا:
يا قوم إن العدا قد هاجموا الوطنا ... فانضوا الصوارم واحموا الأهل والسكنا
إن لم تموتوا كراما في مواطنكم ... متم أذلاء فيها ميتة الجبنا
لا عذر للمسلمين اليوم إن وهنوا ... في هوشة ذل فيها كل من وهنا
ويندد بموقف السلطان حسين كامل ووزيره حسين رشدي باشا في مصر لأنهما شايعا الإنجليز في هذه الحرب ولم يساعدوا الحكومة العثمانية في حربها مع الأعداء:
قل للحسيني في مصر رويدكما ... قد خنتما الله والإسلام والوطنا
شايعتما الإنجليز اليوم عن سنه ... فالله ما كان هذا منكما حسنا
كما ندد حافظ بثورة الهاشميين على الأتراك بتأييد الإنجليز.
وقصيدة عنوانها (نواح دجلة) وقد نظمها جواب على عتاب الشاعر التركي سليمان نظيف وكان هذا الشاعر قد نظم قصيدة يعاتب بها بغداد على أثر سقوطها بيد الإنجليز فأجابه الرصافي عليها، وقصيدة الرصافي هذه على ما بها من مدح للعثمانيين يبررها كونها مجاملة شاعر لصديقه وكونها نظمت بعد احتلال الإنجليز الذين لم يستقبلهم الشاعر - كأي شاعر آخر - إلا كما يستقبل أي فاتح مستعمر. ويظهر شاعرنا في هذه القصيدة بمظهر الوفي المحافظ على العهود فدجلة بعد العثمانيين قد أصبحت نهبه للعدو الجديد فلا مساؤها مساء ولا صباحها صباح وإنها تتمنى لو يغيثها أولئك الذين ألبسوها تاجاً من فخارهم ووشحوها براية الهلال:
كيف يغضون عن إغاثة واد ... زانه من ودادهم اوضاح
فعليه من فخر عثمان تاج ... وله راية الهلال وشاح